يتلقى كثير من أفراد المجتمع رسائل مجهولة، تدعو إلى بعض الممارسات السلبية، بل إنه من الممكن أن يصل إلى الشخص مقاطع غير مُهذبة، أو بعيدة عن الحياء، ما يؤدي إلى مضايقته، وكذلك عدم استقرار حياته، وربما تسببت تلك الرسائل في بعض المشاكل الأسرية، بسبب عدم وضوح الرؤية للطرفين!. وساهمت التقنية الحديثة سواء من أجهزة جوال، أو برامج التواصل الاجتماعي في انتشار بعض التصرفات السلبية، حيث أدى برنامج «الواتس آب»، وكذلك برامج «الدردشة» المتطورة، إلى وصول رسائل غريبة ومن أرقام غير معروفة للأفراد، تحمل نصوصاً غير مهذبة، أو مقاطع فيديو سلبية، وهو ما يُهدد استقرار الأسر، سواء من زوج أو زوجة أو أبناء، وهنا لابد من زيادة الوعي نحو التعامل الإيجابي معها، وعدم الاندفاع نحوها، على اعتبار أن هناك من يسعى إلى تشويه السمعة، وربما كانت سعادتهم في رؤية ذلك الشخص يعاني في حياته أو وظيفته أو مع زوجته!. إن انتشار تلك الرسائل المزعجة يتطلب تكثيف الرقابة الذاتية لدى الشخص، من خلال عدم التفاعل معها، وكذلك عدم قراءتها أو تصفحها، كما أنه من المهم أن يعمل الفرد «حظراً» على أي جهة اتصال لا يعرفها، أو جهات تمارس إرسال كل شيء سلبي، إلى جانب اللجوء إلى عملية «الفلترة»؛ لأننا بكل وضوح أمام بوابة عالمية ساهمت في تدفق المعلومات والصور والمقاطع غير المُفيدة. إزعاج وإحراج وقالت «أم سهى»: تلقيت رسالة في برنامج «الواتس آب» من رقم دولي غير معروف تدعوني إلى الدردشة، وكذلك إلى بعض الممارسات السلبية، ما أدخلني في حرج مع زوجي الذي شاهد الرسالة، مبينةً أنها لم تعرف كيف تتخلص منها، حيث إن من يُرسلها يعيدها لأكثر من مرة، مشيرة إلى أن ذلك يعد من «الانفلات الإلكتروني» الذي يصيب المتلقي بضرر، فيما ينجو من يفعل ذلك من أي مساءلة أو عقوبة. وطالبت بضرورة إيجاد نظام يتعقب مثل تلك الأرقام الدولية، ذاكرةً أن المرسل السلبي الموجود داخل المملكة يمكن تتبعه بشكل أو بآخر، بل وإخضاعه للقانون، بيد أن المشكلة تمكن في الأرقام القادمة من خارج الحدود، التي تدعو إلى ممارسات سلبية قد تؤثر على البعض، خاصةً إذا كانوا في فترة المراهقة، موضحةً أن الأخلاق أولاً، وأن من يملكها لا يُمكن أن يرضى بالإزعاج لغيره، مُشددةً على أهمية زيادة الوعي، وليس أي شيء آخر. خصوصية الأفراد وشدّد «عاطف آل غانم» -معلم- على أهمية مكافحة «الانفلات الإلكتروني»، خاصةً في وسائل الاتصالات من برامج حديثة أو مستحدثة، أو مستقبلية، مضيفاً: «أن البرامج التواصلية توفر لنا في الأصل فرصة ذهبية لم تتح عبر التاريخ، بيد أن بعض الأشخاص يستغلون ذلك لأغراض عدائية، أو سلبية»، ذاكراً أنه تنتشر في برنامج «الواتس آب» ظاهرة إرسال المقاطع المخلة بالآداب، ويكون المُستقبِل أحياناً مجبراً على مشاهدة مثل تلك الأمور، إذ إنه قد لا يعرف المحتوى، لافتاً إلى أن الرسائل غير الهادفة التي لا تصب في هدف التواصل، تفاجئك في الصباح الباكر أن مجلد الصور لديك ممتلئ بما يخدش الحياء، وهو أمر لا يمكن التحكم فيه أحياناً، فترى نفسك أمام مهمة «اختيار ومسح» للملوثات. وأضاف أن تجاوز خطوط الذوق واللباقة والأدب قبل كل شيء يجعل من البعض «دخلاء» على عالم التقنية، وبالتالي يتم وضعهم في قائمة الحظر، ويتساوون في ذلك مع الملفات المخلة للآداب التي أرسلوها، ناصحاً من يفعل ذلك بإدراك خصوصية الأفراد واحترامها، فالوقت ومضمون الرسالة والكلمات والملفات كلها يتم إرسالها إلى جهازه الخلوي، وهو عند أغلب الناس من أهم الخصوصيات. حظر الشخص وعن تسبب الرسائل أو الصور في نشوء خلافات أسرية بين الزوج والزوجة إذ يعتقد أحدهما أن لديه ميولاً سلبية، رأى «آل غانم» أن الأمر نسبي، ويظل لكل شخص توجه يكاد يكون معروف عند شريكه الآخر؛ لذا يجب على الجميع عدم التهاون في وضع حدود دقيقة للمضافين في قائمته لكي لا تنشأ مشكلة قد تترك انطباعاً يصعب تغييره، مضيفاً أن المهم يكمن في تفعيل رقابة الشخص الذاتية، ونركز على الذاتية، إذ ليس من السهل إيقاف الانفلات الالكتروني، كما أن الرقابة الذاتية تُعد أسلوباً عالياً من التربية وتهذيب النفس، ومتى ما نضجت الرقابة نضج معها أسلوب التعامل وارتقينا بذائقتنا إلى مراتب محمودة. «تبغى ترتاح.. اعمل حظراً لأي جهة اتصال لا تعرفها أو أي شخص يحاول استفزازك» بث الحياء وعن تجنب ما هو سلبي على «الواتس آب» أو في برامج الدردشات المتطورة، قال «آل غانم»: هناك نقاط عدة، منها حظر الشخص بعد نصحه، وعدم التعامل إلاّ مع من تثق في استقامتهم، وحسن اختيارهم لما يرسلونه، مبيناً أنه قد ترى نفسك أمام خيار صعب التواصل أو الانقطاع، لكن العزاء الوحيد هو أنك توصل رسالة للجميع بأنك محترم، ولا تقبل بما لا يليق. وشدّد «عصام الحرز» على أن الأخلاق غابت لدى البعض بسبب غياب الرقابة الذاتية، فهي شبه معدومة لديهم، ولو وجدت لكفت، مضيفاً: «لا يمكن أن نغفل دور الدين في التأثير على ظواهر الفساد، فهو المربى وفق منهج يبعث على القيم، صحيح أن هناك من يخالف التعاليم لكننا نتحدث عن الجوهر والعمق»، مشيراً إلى دور المجتمع المسلم، الذي له القدرة على بث الحياء في الفرد، كما أنه هو من يشكل ردة الفعل الجماعية من شخص مسيء، مما يحقق الردع في حالات كثيرة. استخدام خاطئ وأوضح «زهير آل موسى» أن برامج التواصل الاجتماعي الإلكترونية، خاصةً «الواتس آب» تزيد من تبادل ما هو مسيء، وفي كثير من الأحيان يستوجب ذلك العلاج، مضيفاً أن البعض يرغب في إرسال أشياء عدائية تجاه شخص معين كتشويه السمعة، مبيناً أنه قد تسبب وسائل الاتصال إلى العزلة الاجتماعية، و»ما يزيد الطين بلّة» ما يؤثر على النفس من بعض المقاطع التي تشكل انفلاتاً خارجاً عن نطاق الرقابة، مشيراً إلى أن التواصل قد يكون إجبارياً، خاصةً في الهواتف التي ليس فيها خاصية الحضر، إذ تتدفق عليك رسائل غير جيدة عبر أرقام غير مخزنة في هاتفك، مؤكداً على أن المشكلة ليست بالتقنيات نفسها، بل بالمستخدمين أنفسهم، والاستخدام الخاطئ لوسائل الاتصال الحديثة شبه المجانية. رقابة ذاتية وقال «إبراهيم الشيخ» -مدرب على مهارات الحياة-: إنه من المهم التشديد على فعالية الرقابة الذاتية، مضيفاً أنه مؤمن بفعالية تنمية الرقابة الذاتية في الفرد، وتنمية مهارات الناشئة على حسن الاختيار، أو ما يمكن تسميته ب»الفلترة»؛ لأننا بكل وضوح أمام بوابة عالمية مفتوحة على مصراعيها لتدفق المعلومات والصور والمقاطع، لافتاً إلى أن تدريب الذات على قمع السلوك الخاطئ أكثر رسوخاً وسلامة من الناحيتين النفسية والمسلكية من عملية الكبت الخانقة، التي تؤجل المشكلة ولا تقضي عليها. امرأة تفتح جهازها لمُشاهدة إحدى الرسائل أجهزة الاتصال الحديثة تضم برامج عديدة للدردشات زهير آل موسى إبراهيم الشيخ عاطف الغانم