تنفس العديد من المتابعين للدراما المحلية الصعداء بعد علمهم أن هنالك إنتاجا رمضانيا مميزا تحتضنه القناة الأولى بالتلفزيون السعودي في خطوة صنعتها جهود مميزة لوزارة الثقافة والإعلام نتج منها حالة من الرجوع إلى الحضن الأول لإنتاج العديد من الفنانين السعوديين الذين كان التلفزيون هو نقطة البداية والتحول وخطوة الألف ميل نحو الفن. الأمل يحدو الجميع بأن يكون الإنتاج مزامنا ومسايرا ومواكبا للنقلة التطويرية الذي يشهدها التلفزيون السعودي في كافة قنواته وفق منظور إعلامي علمي واحترافي. في الثمانينيات كانت الشاشة الخضراء هي المهيمنة والمسيطرة على الإعجاب والمشاهدة والتفضيل، وبتنا على وفاق مع تلك الأعمال المتميزة، ولعل السعوديين كافة بمختلف شرائحهم العمرية يتذكرون جيدا مسلسلات أصابع الزمن، وليلة هروب، وخلك معي، وبرامج افتح يا سمسم، وآخر الأسبوع، وأفراح وتهاني، وأحداث العالم في أسبوع، وغيرها مما لا تحتضنه ذاكرتي المثقلة والمتعبة بالإنتاج الفضائي المعاصر الذي يصدر الوهم. نسعى لأن نشاهد أعمالا من طراز تلك الأعمال ونجوما من وزن محمد حمزة وبكر الشدي وعبدالعزيز الهزاع ومحمد العلي، رحمه الله، وسعد خضر ومحمد الطويان ومذيعين على نهج جميل سمان وعبدالرحمن يغمور وماجد الشبل. في خضم هذا التنافس وفي ظل الانتماء الأزلي لقنوات التلفزيون السعودي الذي كان بمثابة الاستراحة اليومية التي نتابع من خلالها الأحلام والأمنيات ونعيش ونتعايش مع إنتاجه لا شك يجعلنا في محاولات ارتداد وأمل لبرامجه ولمواده، خصوصا أننا انطلقنا فضائيا بمتابعتنا من قناتنا الأولى التي عشنا مع إنتاجها لحظات الطفولة والمراهقة، حاولنا في السابق أن نرتد وننكص إلى ميولنا واتجاهنا الأساسي الذي كبرنا من جهة وصغر هو من جهة أخرى لتكون المعادلة مضطربة، وها نحن نتوقف حاليا كي يلحق بأفكارنا وبعد نظرنا، تواقون إلى ما يسعدنا ويبهجنا ويمتعنا بعيدا عن الروتينية والرتابة التي باتت جزءا من منظومة إعلام فضائي يراوح مكانه، يحاول القفز في الهواء بلا اتزان فيسقط أرضا ليعود من نقطة البداية، نحن على ثقة بالاحتراف الذي يجيده صناع يقفون خلف الإنتاج ويديرون دفة المواد نحو ذوق المشاهد وذائقته النفسية التي تنشد المميز الذي عاش في نفوس مشاهدين لعقود من الزمان طالما حكوا لأجيال وأجيال عنه، وأنا على يقين بأن القادم سيكون أفضل لأنه سيكون مزيجا من التميز والاحتراف والتطور.