أجزم بأن رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون يعلم بأن ملف الإنتاج البرامجي في صدارة الأولويات الملحة التي لابد من معالجتها وذلك لأن البداية الحقيقية لتطور أي جهاز إعلامي هي جودة الإنتاج ونوعيته. الأستاذ عبدالرحمن الهزاع في تصريحه لجريدة الرياض الأسبوع الماضي عن آلية تعاميد التلفزيون للبرامج والمسلسلات والتي أكد من خلالها وضع استرتيجية جديدة ودقيقة لاختيار البرامج والمسلسلات التي سيعرضها التلفزيون خلال العام وليس في رمضان فقط، وهذه الاستراتيجية تؤكد على أن الجودة هي المطلب الرئيسي لأي منتج يرغب بالتعامل مع التلفزيون السعودي، وهذا التوجه هو البداية الحقيقية للتلفزيون السعودي خصوصاً بعد أن تحول إلى هيئة مستقلة تسعى لمنافسة القنوات التلفزيونية الخاصة. الهزاع وهو يؤكد على أهمية أن تكون الأعمال الدرامية ذات جودة ومضمون متميز فهو بالتالي يرمي الكرة في مرمى المنتجين والذين لابد أن يقوموا بتطوير أدوات الإنتاج لديهم والحرص على خروج أعمالهم بصورة تتواكب مع الاسترتيجية الجديدة للتلفزيون، وأن يعوا جيداً أن الطريقة السابقة التي كانوا يسلكونها في إنتاج أعمالهم قد انتهت فالنصوص الضعيفة والأسماء المتهالكة و"الاستهبال" انتهى. إن التساهل الذي وجده البعض من التلفزيون سابقاً وسهولة الحصول على التعميد وبمبالغ خرافية جعل من الممثلين حتى الكومبارس يفكر بالإنتاج بل وأصبح بعضهم منتجاً وتاريخه لا يتعدى عملاً أو عملين، وكانت النتيجة أعمالا كارثية ذات مضمون واحد وقصص متشابهة وأداء متهالك لمجموعة من أصدقاء المنتج!. أعتقد أن الوقت مناسب لإنشاء إدارة للإنتاج الدرامي في التلفزيون السعودي تتولى الإشراف المباشر على الأعمال التي تقوم الهيئة بدعم إنتاجها ويكون إشرافها مناطاً بشخصية اعتبارية لها دراية وخبرة كافية بالإنتاج الدرامي المحلي، ويوجد العديد من تلك النماذج الرائعة في المجال الإنتاجي كالأستاذ ماضي الماضي الذي حمل لواء الإنتاج المحلي بشقيه الدرامي والمسرحي منذ زمن طويل وحقق نجاحات كبيرة من خلال الأعمال التي قام بإنتاجها والتي تحمل عمقاً وفكراً يستحقان التقدير، وكذلك الأستاذ خالد المسيند الذي له أيضاً باع طويل في المجال الإنتاجي بأشكاله المختلفة ويمتلك تجربة كبيرة من الضروري الاستفادة منها.