منذ مدة طويلة والتلفزيون السعودي غائب عن تطلعات ورغبات المشاهد المحلي الأمر الذي أفقد الرغبة لدى المواطن بمتابعته مما جعل التلفزيون يعيش داخل نمطية كئيبة وبرامج مملة. لكن خلال العام الماضي وهذا العام بدأت الأمور في التلفزيون السعودي تأخذ منحىً مختلفاً ومغايراً من خلال التغير الواضح لنوعية ما يعرض من برامج ومسلسلات عربية وخليجية جعلت المتابع يساوره الشك بأن ما يشاهده هو التلفزيون السعودي. في الحقيقة لم أكن أرغب في إعادة الحديث عن التلفزيون السعودي ولكن ما شاهدته في الأيام الماضية من حراك متميز وغير مسبوق في التلفزيون السعودي هو ما جعلني أعود للإشادة بالتطور المذهل للتلفزيون من ناحية التسويق لبرامجه الرمضانية. البرنامج الذي جمع المنتجين والفنانين والمسؤولين للتحدث عن البرامج والمسلسلات التي سيعرضها التلفزيون خلال شهر رمضان كان أشبه بالمؤتمر الصحفي وطريقة جيدة للتسويق وعرض البرامج للجمهور. والأمر الجديد على التلفزيون السعودي والذي يدل على تميزه هذا العام ويدعو للزهو هو ما نراه الآن في العديد من المجمعات التجارية الكبرى والأماكن العامة من إعلانات لبرامج التلفزيون والتي تُزاحم إعلانات القنوات الفضائية الأخرى كأبوظبي وروتانا خليجية وغيرها؛ والتي كانت في السنوات الأخيرة تملأ الشوارع والمجمعات التجارية ولم يكن للتلفزيون السعودي منها نصيب. هذه الخطوات المتسارعة والمواكبة للتطور البرامجي الذي طال التلفزيون السعودي تُعيد الآمال بعودة المشاهد لتلفزيونه الوطني بعد طول جفاء خاصة مع ما قد يعرض في بعض الفضائيات من برامج لا تتناسب مع روحانية الشهر الفضيل.