استبشر الرياضيون خيراً حين تم تدشين قناة رياضية سعودية متخصصة لخدمة الحركة الرياضية السعودية، ولكن هذا التفاؤل لم يكن في محله واصطدم الرياضيون بعدة عوائق حدت أن نجاح القناة الرياضية وحالت دون تحقيق الهدف المنشود من تأسيسها!! فرغم مرور سنتين على إنشاء هذه القناة ورغم كل التسهيلات المتاحة لها إلا أن المشاهد ما زال يبحث عن أخبار للرياضة السعودية في شاشات الفضائيات العربية التي تبث من الخارج، فالقناة الرياضية الثانية ما زالت بعيدة عن جو العمل الاحترافي ولم تستطع استقطاب كفاءات رياضية إعلامية باستثناء بعض البرامج وذلك بسبب شح المكافآت المالية، وقد شاهدنا الكثير من الكفاءات الإعلامية الرياضية التي عملت لفترة القناة الرياضية وغادرتها سريعاً إلى الفضائيات العربية ليأخذوا معهم شريحة كبيرة من المشاهدين، والمؤسف أن هذه الهجرة الإعلامية لم تأخذ نصيبها من الطرح الإعلامي الجاد والنقاش الموضوعي، فهل يستطيع مسؤول في التلفزيون السعودي أن يجيب على أسئلة الرياضيين عن سبب هجرة الكفاءات الإعلامية السعودية إلى الفضائيات العربية رغم بداياتهم الجيدة في التلفزيون السعودي، ولماذا لم تستمر أسماء كبيرة رغم جماهيريتها، ثم ما قيمة القناة الرياية السعودية إذا لم تتصدر وتتفوق في تغطية الرياضة السعودية وإذا لم تكسب أكبر شريحة من المشاهدين! لقد حان الوقت لإعادة تقييم القناة وقياس الرأي العام الرياضي حولها ومدى رضا المشاهدين عن أدائها. فالمشاهد السعودي ما زال يستخدم الدش والمكالمات الدولية للتفاعل مع رياضة بلاده من خلال استديوهات تبث من خارج المملكة وعلى سبيل المثال يقوم اللاعب الدولي السابق والإعلامي حالياً عبدالرحمن الرومي بإعداد وتقديم برنامج رياضي على قناة لبنانية تبث من بيروت وقد حقق البرنامج نجاحاً كبيراً رغم حداثته. والرومي كغيره من الخبرات الرياضية الإعلامية كان قد عمل في القناة الرياضية السعودية وغادرها بسرعة بدون سبب واضح، أو على الأقل هو لم يفصح عن الأسباب. وهذا الشأن لا يقتصر على الرومي وحده بل تبعه آخرون. إن مطالبنا كرياضيين سعوديين هي أن تحقق القناة الرياضية السعودية الهدف الأسمى الذي أنشئت من أجله وأن توقف هجرة الكفاءات الإعلامية السعودية، فالفضائيات العربية تستثمر القصور الإعلامي للقناة الرياضية لتحقق أرباحاً مادية وقد لا تهتم كثيراً بالضوابط الأخلاقية للعمل الإعلامي السعودي فحين تشاهد برنامجاً رياضياً على إحدى الفضائيات فعليك إغلاق عيون أطفالك مع كل فاصل إعلاني لما تتضمنه هذه الإعلانات التجارية من مشاهد مخلة وعُري، وما زالت آمالنا معلقة بمسؤولي التلفزيون لتدارك هذا الوضع!!