أداء متهالك وخطوط متابعدة وخطط فنية لم يعد لها وجود وانسجام مفقود وهوية ضائعة وتنظيم ليس له وجود ومستويات شبه غائبة لدى اللاعبين، باختصار تلكم هي حقيقة الهلال الذي لم يكن هلال الصولات والجولات والمستويات الكبيرة وارهاب الخصم وبسط نفوذه وتسيده للمباراة منذ البداية وحتى النهاية، مما اقلق جماهيره وسبب لها الكثير من المتاعب، فيما مضى كان الفريق يفوز بمستويات متأرجحة ومع هذا يتقدم الفرق الى المراكز الأولى بالخبرة والسمعة، اما الآن فلا مستوى مقنع ولانتائج مرضية ولا واقع مشجع حتى اصبح المتابع يجزم ان هناك حلقة مفقودة في الفريق الكبير الذي عانى خلال الأشهر الستة الماضية الأمرين مما اثر عليه وحرمه بطولات لو كان في كامل عافيته لحققها جميعا، ولكن الفوضى الإدارية والعشوائية الفنية وضياع هوية الفريق وضعف الأداء العام لدى الكثير من العناصر، وعدم ظهور الأجانب بالصورة المأمولة وعدم الاستقرار على التشكيلة وسوء اختيار الجهاز الفني وعدم وضع الخطط الكفيلة بالنهوض بالفريق، والتركيز فقط على الخطط الاستثمارية وحركة انتقالات اللاعبين من والى الهلال من دون ان يكون ذلك اي مردود ايجابي على الأداء العام وبناء شخصية الفريق واستعادة هيبته التي غابت حولته من فريق تأمل جماهيره الحصول على كل البطولات المحلية والخارجية الى التراجع في ترتيب الدوري خلف الفتح والدخول في مرحلة الغموض وهل يحقق بطولة «زين» ام لا؟ بعدما كان المنافس الأقوى والذي يحسمها قبل نهايتها بأسابيع. من يقول إن علة الهلال فنية فقط فهو مخطئ ومن ينسبها الى غياب الحماس لدى اللاعبين فهو يجانب الحقيقة ومن يحاول إلصاقها بالمدربين وتعاقبهم فهو لم يضع يده على العلة والسبب ان الحنكة الإدارية والنجاح الإداري والقراءة الجيدة للواقع والمستقبل هي من يعالج الأخطاء ويرسم طريق المستقبل، وهذا مالم يتوفر في الهلال خصوصا في الفترة الحالية، والدليل ان الإدارة تعترف بارتكاب الاخطاء وتعد بعدم تكرارها وفي الاشهر او الاعوام التالية ترتكب الأخطاء ذاتها مما يعني عدم الاستفادة من الدروس، وهذا يعني ان ليس لديها خطط مستقبلية تبني عليها وتقود الفريق الى وضعية افضل ومكانة تليق ببطولاته وجماهيرته وسمعته ولاعبيه وشهرته القارية، لذلك فإن ما يدار به الهلال لايخرج عن التقليدية ومحاولة الخروج بأقل الأضرار، من دون ان تلمس الجماهير والإعلام والمتابع تحسنا كبيرا، بل بالعكس تراجع الأداء وانخفض سقف الطموحات واختفت الوعود وتغيرت التصريحات كالتسليم بالواقع المر، وهذا يعكس ان العمل اختلف عن السابق وان الهمة الزرقاء لم تعد كما كانت في السابق وتلك مسؤولية تتحملها الإدارة التي وان اجادت في العام الأول والثاني من فترتها الأولى الا انها لم تحافظ على عملها المميز وتضيف له المزيد انما هوت بالفريق خصوصا في العامين الماضيين الى مكانة لاتليق به الأمر الذي حير عشاق واحرقهم في مناسبات عدة، الكثير منهم طالبها بالرحيل اذا لم تكن قادرة على تأدية المهمة والرفع من مستوى الفريق بالجهاز الفني الكفء واللاعبين المحليين المميزين والعناصر الأجنبية المؤهلة لترجيح كفة الفريق. الهلال بصورته المتواضعة والتي كان آخرها اما الفيصلي اول من أمس في كأس ولي العهد والتأهل الى النهائي بصعوبة بالغة لايمكن له ان يحقق اي من بطولات الموسم خصوصا ان هناك فرقا عالجت اخطاءها وتصاعدت مستوياتها ولايمكن لها ان تتيح الفرصة للهلال بوضعه الراهن بالفوز، واولهم الغريم التقليدي النصر الذي يتحين الفرص ويهمه جدا ان يعود الى المنصات على حساب منافسه ومن خلال بطولة مهمة مثل كأس ولي العهد، فهل ادركت ادارة الهلال صعوبة الوضع وان انحدار مستوى الفريق باستمرار ومن مباراة الى اخرى بات ملاحظاً لدى الجميع ويحتاج الى تدخل فوري من الإدارة والشرفيين والمحبين قبل ان يحدث له ما حدث من اندية اخرى تمادت في التهاون بعلاج الأخطاء فوجدت نفسها في وضع لاتحسد عليه؟.