رسمت نتيجة مباراة النصر وصور العماني في بطولة الأندية الخليجية، التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل منهما، أكثر من علامة استفهام حول هوية النصر الجديد الذي تفاءلت به جماهيره مع بداية الموسم. النتيجة لم تؤثر على فرصة النصر في التأهل للدور الثاني، فلا يزال الفريق متصدرا مجموعته ويحتاج فقط إلى الفوز في مباراة والتعادل في أخرى، كي يضمن التأهل، ولكنه لا يزال يعاني دفاعيا، ومن أخطاء فردية في التنظيم والتغطية، سواء من حارس المرمى أو خط الدفاع. أي فريق في العالم يرغب بالعودة مرة أخرى للمنافسة يجب أن يبدأ بالتنظيم الدفاعي، ثم ينطلق لتحسين كافة الخطوط حتى ينتهي بالهجوم. مدرب النصر غير مستقر على رباعي الدفاع، ولذا تجده يفتقد الانسجام، وإن كنت أرى أن مشكلة النصر دفاعيا بحاجة إلى جرأة وتنظيم، ولو منحت الفرصة كاملة للمدافع عبدالله القرني، أو برناوي، أو علي فتيني، ليكون أحدهم لاعبا ثابتا مع المدافع إيدير، سيكون وضع الفريق دفاعيا أفضل، وبالتالي سينعكس هذا الشيء على كافة خطوط الفريق. ضعف مستوى صور العماني وعدم قدرة النصر على المحافظة على تقدمه مرتين، أو حتى الفوز عليه.. يؤكد أن مشكلة النصر ليست في المدرب فقط، بل في اللاعبين الذين لا يقدمون الأداء المنتظر منهم، فهناك عشوائية واتكالية وبطء في الأداء، وهناك غياب للحضور الذهني داخل الملعب. كما أن اللاعبين أصحاب الخبرة بالفريق لم يقدموا تلك النقلة الفنية المنتظرة، ولم يستطيعوا أن يتعاملوا مع ظروف المباراة كما يجب. مباراة نجران المقبلة للنصر في دوري زين، أراها نقطة تحول لمسيرة ومستقبل الفريق إيجابيا وسلبيا.. فالنصر في الموسمين الماضيين خسر من نجران في نجران، وكانت الخسارتان مؤثرتين فنيا ونفسيا على الفريق.. ولا أقصد بالتأثير كون الخسارة جاءت من نجران، وإنما لأن وضع الفريق متأرجح فنيا وغير مقنع أبدا.. وبالتالي ربما تؤدي الخسارة إلى مزيد من الضغوط النفسية والجماهيرية والإعلامية على الفريق. النصر لم يقنع هذا الموسم فنيا سوى في مباراة واحدة كاملة، وكانت أمام القادسية في دوري زين، وفاز بها بثلاثة أهداف مقابل لا شيء.. أما بقية المباريات التسع فقد كان المستوى متأرجحا ومتذبذبا، حتى أصبح الفريق يلعب بدون هوية واضحة.