أتذكر موسمين رياضيين بما فيهما من بطولات داخلية وخارجية مرت على مهاجم الهلال سامي كانا من أصعب المواسم الرياضية التي مرت على المهاجم الهلالي سامي لدرجة انه ابعد من المنتخب السعودي لكرة القدم خلال تلك الفترة . في هذين الموسمين شارك سامي في جميع مباريات الهلال الداخلية والخارجية وكان ذلك قبل عام 2000م وفيما اعتقد خمس بطولات (3) بطولات محلية وبطولتين خارجيتين ومع ذلك لم يسجل هدفا واحدا طوال هذين الموسمين رغم انه كان يلعب أساسياً في كل المباريات (( وليس احتياطيا )) .. وكونه يلعب أساسياً في موسمين وخمس بطولات يعني عشرات المباريات المحلية والخارجية وتواصى كل زملاءه لإيصال الكرات له لتسجيل الأهداف وكذلك تواصى المدربين بإيصال الكرات له كي يسجل أهدافاً لكونه مهاجم الفريق .. ومع ذلك ظل تلك السنوات والأشهر والأسابيع وهو غير قادر على تسجيل الأهداف . ومع ذلك الإخفاق وتلك الانحسارات في مستوى الأداء والعطاء إلا أن إدارة الهلال وجماهير الهلال صبروا عليه واستحملوه وانتظروه لكي يعود لمستواه نظراً لأنهم يعتبروه رمزاً هلاليا ساهم في سنوات ذهبية مع زملائه في انتصارات وبطولات للهلال ومن غير المعقول أن يتفاعلوا سلبا مع إخفاقاته الكروية في المستوى حيث أنهم توقعوا عودته إلى عطائه المنتظر لهم من لاعب يعتبر مهاجم الهلال الأول في نظرهم في تلك المرحلة . ورغم طول الانتظار ومرارته وصعوبته وتأثير ذلك سلباً على نتائج الهلال كون سامي يلعب في مركز هام وحساس وهو الهجوم وينتظر منه تسجيل الأهداف وتحقيق الانتصارات وهو ما لم يحققه في تلك الفترة . انتظرت الإدارة الهلالية وانتظرت جماهير الهلال بصبر ومرارة حتى عاد سامي إلى مستواه وأعتقد أن ذلك كان في إحدى المباريات النهائية على إحدى بطولات الموسم والتي انتهت 2-0 للهلال على الشباب فاز فيها الهلال بهدفين سجلهما سامي . وأتذكر قبل هذه المباراة إنني كتبت عن سامي مقالا رياضيا قبل مباراة الهلال والشباب النهائية في إحدى الصحف التي كنت اعمل معها ذكرت فيه ان سامي مر بمرحلة صعبة جدا وان لا عبا مهاجما مثله لا يعقل ان تمر عشرات المباريات لا يسجل هدفا وتحدثت عن هذا التراجع في مستواه كلاعب من لاعبي الفريقين وفي مباراة محلية . (( لا حظوا مباراة محلية )) وليس مباراة منتخب .. بمعنى أني تحدثت عنه في الموسم الرياضي السعودي المحلي مثله مثل أي لاعب من الفريقين نتحدث عن مستواه وتستعرض عطاؤه كقراءة تحليلية . كتبت المقال ونشر قبل المباراة .. وتحرك سامي في المباراة وسجل هدفين وفاز الهلال بالبطولة .. إلى هنا والأمر طبيعي جدا . غير الطبيعي أنني في الأسبوع الثاني وأنا استعد لإرسال مقالي الأسبوعي فوجئت بمدير التحرير للشئوون الرياضية في تلك الجريدة يخبرني أنني موقف من الرئاسة العامة لرعاية الشباب .. وكانت رئاسة الشباب قسم الإعلام والنشر تملك صلاحيات أن تُوْقِفَ الكتاب الرياضيين .. ولم يكن هناك مواقع الكترونية يتنفس في الكتاب بعيداً عن رقابة الرقيب التي يكتنفها الغموض والاستغراب في اتخاذ بعض القرارات . وإلا فما معنى أن تكتب رأيا في لاعب في مباراة محلية تستعرض فيه انخفاض مستواه فيتم إيقافك لمجرد أن هذا اللاعب من هذا النادي في حين لا يتخذ أي إجراء فيما يكتب في تشويه سمعة لاعبين وأقول سمعة وليس مستوى كما حدث عندما اتهم الكابتن ماجد عبدالله بأن دمه ملوث ! وتساءلت ماهي المبررات ؟ أريد تبريراً عملياً منطقيا يوضح آلية الكتابة وحدود انضباطيتها وهل تطبق الإيقافات في حق الكاتب لو كتب نفس الكلام في لاعب آخر ؟ سألت مدير التحرير أريد أن اطلع على محتوى الإيقاف ؟؟ فقال لي انه لدى نائب رئيس التحرير. فاتصلت بنائب رئيس التحرير أسأله . فرد نائب رئيس التحرير عن طريق سكرتيره إذا لم يشرفنا بسماع صوته لأن الاتيكيت لدى ذلك النائب أن لا يتواصل مباشرة مع منسوبي الصحيفة حتى لو كانوا بمستوى نواب رؤساء تحرير في المناطق الأخرى . قال سكرتير نائب رئيس التحرير: إنَ النائب يقول (( موجهاً الكلام لي )) أخبر حسن بأنه تم إيقافه فقط وليس من حقه معرفة التفاصيل ! طبعاً حينها لم أستغرب أن تحدث إيقافات غير منطقية لبعض الكتاب إذا كان هذا منطق نائب رئيس التحرير الذي من المفترض أن يكو مدافعاً ومنافحاً عن كتابه إذا كانوا على حق إذ أنه كما يبدو لي لم يقرأ المقال أو فيما يبدو لي كان فوق مستوى أن يقوم بتقويمه أو إبداء الرأي فيه سلباً أو إيجابا لاسيما إذا ما أخذنا في الاعتبار أن بعض من يساهمون في قرارات الإيقافات ليسوا بطبيعة الحال على صواب في كل الأحوال إذ ربما يخطئون وربما يصيبون ..ولكنهم إذا وجدوا من يناقشهم على الأمور الصائبة وليس الخاطئة فمن المفترض أن يعودوا ويعدلوا تلك القرارات التي ربما أخذت ارتجالية أو مستعجلة ولا أقول أخذت واتخذت عند قصد لان سامي من فريق ( س) في حين كان لايمكن أن يتخذ القرار لو كان من فريق (ص). أعتقد أني خرجت كثيراً عن الموضوع الذي أرغب التحدث فيه ولكن لان هناك أحداثاً تاريخية تمثل منعطفات في المسار الرياضي والإعلامي للحركة الرياضية في المملكة كان لابد من التوقف في تلك المحطات للإشارة إليها . سامي عاد لمستواه واستمر مع ناديه الهلال وحقق نتائج للهلال .. ولم تقم الإدارة حين انخفض مستواه بإبعاده أو إشراكه احتياطيا أو الضغط عليه نفسيا بضغوط مباشرة وغير مباشرة بل دعمته الإدارة ودعمه الجمهور وعاد واستمر واعتزل بشكل رائع ثم عاد عضوا فاعلا كمدير فني للفريق الأول بالهلال . ماحدث لسامي والذي كان فيه هبوط المستوى هبوطا عاديا بدون إصابة .. يحدث الآن لمهاجم النصر سعد الحارثي والذي من المؤكد أن مستواه هبط بعد الإصابة التي لحقت به ثم عاد كمشارك في دكة الاحتياط جل مباريات النصر خاصة في هذا الموسم وإذا تم إشراكه فأنه يتم إشراكه في الشوط الثاني الأمر الذي تقبله اللاعب على مضض ولكن ماذا عساه أن يفعل وكيف يمكن إن يعطي لاعب في عمره المتقدم ما يعطيه لاعب احتياطي شاب نشط صغير السن إذا دخل في الشوط الثاني أو جزء منه ؟؟ وإذا كان سعد الحارثي لعب في مباراة الاتحاد في الأسبوع الماضي في دوري الأبطال أمام الاتحاد والتي انتهت 3-3 ثم تم استبداله وذلك حرصا من الجهاز الفني على إشراك لاعب أو مهاجم حيوي حتى لا تضيع المباراة من وجهة نظر الجهاز الفني فان مبدأ إتاحة الفرصة لسعد الحارثي مقارنة بتلك التي أتيحت لسامي لا تساوي 20 % مما اتيح لسامي لكي يعود وينجز . إنني أعرف أن الظروف تغيرت وان ظروف النصر على وجه الخصوص تختلف عن ظروف الهلال الذي ما أن يمر موسم إلا ويحقق بطوله في حين أنها غائبة عن النصر .. والنصر ربما لا يحتمل أن ينتظر عودة مستوى لاعب انخفض مستواه .. أتفهم هذه الظروف ولكنني أقول أن سعد الحارثي مهاجم ذا مستوى مهاري وفني كبير ولكن لا يمكن أن تضع اللاعب في خانة ضيقة وزاوية حرجة ووقت محدد وتطالبه بما لم يستطع أي لاعب غيره في الفريق من مهاجمين محليين وأجانب تحقيقه فالنصر ليست مشكلته الوحيدة سعد الحارثي. النصر يحتاج لعلاجات شاملة إدارية وفنية ربما سعد الحارثى واحد من تلك الإشكالات التي يعاني منها النصر ولكن ليس سعد الحارثي الذي أُسْ الإشكالات . والمباراة المنتظرة في دوري أبطال كأس الملك أمام الاتحاد ليست هي المحك حتى لو قدم فيها سعد الحارثي مستوى كبيراً وحتى لو فاز النصر وهذا أمر فيه صعوبة ولكنه ليس مستحيلا ,,,وحتى لو لم يقدم سعد الحارثي المستوى المطلوب فلا يمكن أن نحكم على لاعب من مباراة بل لابد من خطة يتشارك فيها المخلصون للنصر حتى لايتهاوى النجوم الكبار واحداً بعد الآخر . سعد الحارثي كما ذكرت لكم يحتاج لإدارة لديها خطة نفسية في إطلاق القدرات تتعامل بها مع سعد الحارثي ومع غيره وذلك للإمساك بطرف المشكل الذي يجعل من النصر بعيدا عن البطولات . ولن اكرر اصبروا على سعد الحارثي كما صبر الهلاليون على سامي الجابر. فذاك أمر متروك لأصحاب الشأن لتقديره والتعامل معه بما يجعل المنتسبين لنادي النصر يشعرون بالأمن بأنهم في محل تقدير لو تعرض عطاءهم ومستواهم للاهتزاز وذاك أمر وارد .. وأقصد هنا النجوم المواهب كسعد الحارثي .. آخر لفة : من شعري : في عيونك صمت ..في صمتك كلام تكتمينه في فؤادك ما يسير تعلنين الحرب في وقت السلام تحرجيني قبل نبدأ بالمسير