لا يختلف اثنان على أن السياحة في عصرنا الحالي عنصر مهم في الاقتصاد بل ان بعض الدول يعتمد اقتصادها بشكل أساسي على السياحة بحيث تكون عائدات هذا القطاع الممول الرئيسي لميزانياتها السنوية وتبني خططها التنموية على ما يدره هذا القطاع من موارد مادية سنوية. تأخذ السياحة أشكالا متعددة، فبالإضافة إلى المفهوم السائد للسياحة وهي الخاصة في الترويح عن النفس، ظهرت أنواع مختلفة من السياحة منها الدينية والتعليمية والرياضية والعلاجية وغيرها، إن التطور الهائل الذي شهده عصر التقنية أثر بصور ايجابية في تطور قطاع السياحة واضعا بصمات لا يمكن تجاهلها. وهنا يمكن الحديث عن مرحلتين من التطور التقني وأثره على السياحة: الأولى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية وما نتج عنها من تطور هائل في صناعة الطائرات والقطارات والسيارات والتي أدت إلى تقريب المسافات بين المدن في البلد الواحد أو بين دولة وأخرى. أما المرحلة الثانية وهي الأهم فهي التطور الكبير الذي حصل في تقنية المعلومات وتحديدا الانترنت والاتصالات. ففي الماضي كان التخطيط والتحضير للسفر يبدأ في وقت مبكر جدا، حيث يتطلب الأمر الذهاب إلى وكالات السفر وقضاء بعض الوقت في سبيل الحصول على أفضل شركات الطيران أو الفنادق من الناحيتين الخدمية والأسعار والاستعانة بالمطبوعات السياحية للتعرف على ميزة هذا المنتجع السياحي أو غيره أو وجهة السفر المقصودة أو نوعية الفنادق أو ما هي البدائل المتاحة أمام المسافر. أما في وقتنا الحالي فإن الأمور اختلفت كثيرا، حيث يمكن أن تقوم بإجراء حجوزات السفر من طيران وفنادق ورحلات سياحية بمجرد الدخول على الأنترنت من الكمبيوتر أو من الهاتف الذكي من المكتب أو حتى غرفة النوم. ولا يمكن لنا إغفال أن السياحة كانت ولا تزال أحد الأسباب ان لم يكن رئيسيا في بناء وتطوير البنية التحتية لتقنية المعلومات في العديد من الأماكن أو المدن التي يقصدها السائح لكي تتواكب مع احتياجاته مما أدى إلى أن يتمتع سكان هذه الأماكن من غير السائحين بمستوى عال من الخدمات في المواصلات وتقنية المعلومات والاتصالات وما غير ذلك. يتعدى الأمر في ما يمكن أن توفره تقنية المعلومات للسائح عن ما ذكر أعلاه من خدمات تمسه بصورة مباشرة إلى كل ما له من معلومات عن طبيعة الأرض الجغرافية أو المناخ أو أماكن الجذب وغيرها من المعلومات التي يمكن أن يجنيها السائح. من هذا نرى أن قطاع السياحة وما يمثله من أهمية في الاقتصاد الوطني أو العالمي أصبح يعتمد بشكل كبير على قطاعي تقنية المعلومات والاتصالات وأن أي نمو وتطور في الأخير ينعكس بصورة إيجابية على السياحة. حيث ان السائح يهتم بالحصول والوصول إلى المعلومة الصحيحة التي تلبي احتياجاته السياحية من جميع الأوجه. ان هذا الاعتماد على التقنية من قبل قطاع السياحة من جهة والسائح من جهة أخرى في إتمام كل ما له صلة بوجهته السياحية لقاء الخدمات التي يحصل عليها من الأنترنت أدى إلى أن يكون الدخل أو ما يدره سنويا على ميزانية الدولة السنوية واحدا من أكبر المداخيل مقارنة بالقطاعات الأخرى. كما سهلت الأنترنت في طرح العديد من الأفكار التسويقية السياحية والتي تتمتع بسهولة وصولها إلى العميل. أن ما يخبئه لنا المستقبل فهو في علم الغيب، لكن من المؤكد أن تزداد حاجة قطاع السياحة إلى تقنية المعلومات بكل ما يستجد منها.