سأمدح من يَستحق المدح لا تَزلّفاً ولا نفاقاً ولا رجاء دنيا أُصيبها من الممدوح سوى رد لاعتباره وتحفيزاً له ولغيره ولننهض في مُعطيات لاعبينا حتى لا ننسى تاريخهم المجيد وما حققوه لبلادنا ومثلوا منتخباتنا ولو لم يحققوا المأمول والمرجو غير أنّ لهم حقاً علينا بحفظ عطاءاتهم، (أبا عمر) انتقدك الناقدون ونال منك النائلون غير أنه بلغك ولم يبلغ منك لأنّ الجبل لا يهزّه ريح كما يقولون، لاعبٌ مخضرم لا يزيده الزمن ولا المباريات إلاّ تميزاً وإبداعاً كذاك هو الذهب وكلٌ منّا يعلم "دَقّة عبدالغني من الذهب" شاهدناه في هذا الموسم موسماً استثنائياً بهدوئه ولعبه، يلعب مخلصاً لناديه مقدّرا القميص الذي يلبسه أخضر أو أصفر يملأ مكانه وسط المستطيل الأخضر هيبة وخبرة وتعليماً وتوجيهاً، أُشيد فيه لأني وجدت من نفسه حب الخير للغير من زملائه يُحبهم ويحبونه يُوجههم ويستجيبون له لأنهم رأوا فيه خِصال القائد المخلص. قرأت قبل عامين تقريباً في إحدى الصحف أنه أهدى لأحد زملائه هدية تنازل عنها وقد نالها بأقدامه الثابتة وخطاه المباركة، رجاء ثواب من الله وتحفيزا للاعب ليُقدّم عطاءه لناديه وليس بمستغرب منه، لم يلعب من أجل شهرة أو مال فهو غني عن هذا كله حتى من كتابتي فيه، لكن مشاعري أبت وأناملي اشتدت واشتبكت بالكتابة عن قامة رياضية مثله، لم ينتظر من أحد جزاء ولا شكورا لأنه أيقن أنّ ما يقدمه حق لما ينتسب إليه ويقدر الأمور حق قدرها، شاهدت كما شاهد غيري في مباراة الأهلي والنصر الفائتة كيف جمهور الراقي يندبون حظهم بلافتات وسط مدرجاتهم وهو يلعب ضدهم بعبارات هي أشبه ما تكون برسالة مرثية بفقدهم له لأنهم فقدوا قائدا محنّكاً يجيد قيادة دفة فريق أو فِرَق ومنتخبات. هو يكنّى "أبو عمر" أكتب مشاعري فيه لست كمشجع أنتمي للنادي الذي هو فيه ولا في سابقة ولا تربطني به قربى وصلة سوى المودة في الدين التي ترتبط ارتباطا وثيقا بأواصر المحبة بين المسلمين، ولم ألتق به يوماً من الأيام سوى مشاهدتي له من خلال الشاشات مع استشرافي بملاقاته في مستقبل الأيام واللحظات وربما صدفة خير من ألف ميعاد. * بريدة