الطيبين بالمصطلح السعودي الدارج يتعدى الطيبة بمعناها اللغوي للبساطة وربما لمن عاشوا في يوم ما في زمن البساطة الذي عاشه السعوديون في ثلاثة عقود سابقة، وثقت بساطتها الصور وذكريات من عاش ذلك الزمن الجميل او شيئاً منه. هل يحن السعوديون لشيء منه أم أنهم يسخرون من بساطته، بعد أن عاشوا الحياة المتكلفة في أقصى حدودها، وعرفوا معنى آخر للأعباء الاجتماعية والمظهر الاجتماعي المرتبط بالواقع أو ذلك البعيد عنه؟ في إصرار عجيب وانتقاد صامت تترجمه الصور يتداولون أشياء من ذلك الزمن هل هي الحنين الغريزي للماضي أم أن هموم الزمن الحالي هي من حركته؟ من يعي ما وراء هذه الصور من معان وذكريات ممن عاشها أو عاش بعضاً منها يختلف عن من يتناقلها وهو يسخر من بساطة ما فيها. ويا ليت الصور كانت قادرة على نقل المشاعر اللحظية لأصحابها في ذلك الزمن لكنها ليست كذلك وقد يكون في ذلك رحمة، لأن الانسان قادر على تقبل التغيرات الخارجية لمظهره لكنه قد لا يتقبل ملاحظة ما تغير في داخله! ومع أن الطيبين وصورهم وما خطته دفاترهم كانوا ولا يزالون يرسمون البسمة على شفاه من عاصرها والضحكة المجلجلة على من لم يكن في زمنها . إلا أنها مقياس حقيقي للتغير الاجتماعي والمفهوم الحضاري لدى السعوديين تحديدا ممن عاشوا قفزات مختلفة ومتباعدة لاتشبه الأخيرة فيها سابقتها، بينما في مجتمعات أخرى قد لا يكون حجم التغيير كبيرا؛ بل إنه قد يكون محدودا بتقنية التصوير وألوان الصور! ترى هل يعي من يتداول هذه الصور الفرق الكبير بين من كان يلتقط الصورة في ذلك الوقت ليسجل الحدث، وبين من يلتقطها الآن ليحملها على مواقع التواصل الاجتماعي مثل (الانستجرام). في زمن الطيبين كان الانسان أهم شيء في الصورة وفي زمن الانستجرام ملابس من في الصور وأكلهم والمحيط بهم أهم بكثير من الإنسان حتى ولو كان هو من طلب التقاط الصور. ترى لو تداولت صورنا الحالية الأجيال المقبلة هل ستبتهج بها مثلما نبتهج نحن بها الآن؟ هل ستدغدغ فيها شيئا من الذكريات؟ هل ستضحكها أم أنها ستشهد على شيء آخر لم نفهمه الآن ولكن من سيتبعوننا سيفهمونه جيدا ولربما يحبونه او يأخذون العظة منه؟!