اوصى اللقاء العلمي الرابع الذي نظمته الإدارة العامة للتغذية بوزارة الصحة بعنوان "التثقيف التغذوي الصحي.. مؤشرات وتحديات" امس بتخصيص وظائف اخصائي تثقيف صحي لكل مستشفى وفتح اقسام تخصص للتثقيف الصحي بالكليات الصحية وتكثيف الابتعاث الخارجي والإيفاد الداخلي للحصول على تخصص التوعية والتثقيف التغذوي. وطالبت التوصيات بتفعيل دور إدارات التوعية الصحية بكافة القطاعات الصحية وتكثيف الدراسات والابحاث بمجال التوعية الصحية, وشددت التوصيات على مصداقية الرسائل الصحية من مصادرها الموثوقة. وكان اللقاء قد طرح أمس عددا من الجلسات العلمية تضمنت اوراقا علمية ودراسات محلية وعالمية شارك بها نخبة من المختصين في المجال التغذوي . واستعرض الدكتور سليمان الشهري مدير عام الصحة المدرسية بوزارة التربية والتعليم ورقة عمل قدمها خلال اللقاء برنامج "صحتي في غذائي" والذي طبق على طلبة وطالبات المرحلة الابتدائية منذ العام الدراسي 1433 ه والذي يهدف لنشر الوعي الغذائي الصحي بين الطلاب . وبيَّن ان البرنامج بدأ في ثلاث محافظات هي الرياضوجدة والشرقية وشارك فيها 1222 مدرسة وتم تدريب 2444 معلماً بواقع معلمين بكل مدرسة على كيفية تطبيق هذا البرنامج وبلغ عدد الطلاب المستفيدين خلال العام قرابة ربع المليون طالب. وقال ان البرنامج يركز على التغذية الصحية للطلاب ومعرفة العادات الغذائية الخاطئة وتعميق المفاهيم الخاصة بالعادات الغذائية الصحية وطرح حقائق علمية حول التغذية اثناء الفسحة ودور المقاصف في التغذية المدرسية، وبحث نمط المعيشة الصحي والنشاط البدني. من جهته شدد أخصائي التثقيف الصحي محمد بن عبدالله الشارخ مدرب معتمد بالكلية التقنية بالرياض في ورقته " اسس التثقيف الصحي وتحدياته " على انه يجب أن يقوم التثقيف الصحي على أساس ما يشعر به الناس من احتياجات ويوجههم من يقوم بالتثقيف الصحي للتعرف على هذه الاحتياجات قبل بدء معالجتها.وتابع : " يجب أن يبدأ التثقيف الصحي مما هو معلوم لدى الناس ثم يتدرج لما هو مجهول لديهم لتزويدهم بالمعلومات اللازمة وبهذه الطريقة تبنى المعلومات بطريقة نظامية تمكن المجتمع من تكوين نظرة عميقة لمشاكلهم الصحية. وتطرق للتحديات التي تواجه التثقيف الصحي وقال انها كثيرة ومتعددة ولكن من ابرزها التسويق التجاري والتسويق الصحي ويقصد الميزانيات التي تضخ لتسويق الوجبات السريعة والمشروبات الغازية على سبيل المثال وبين الميزانية الهزيلة لإدارات التثقيف الصحي وبرامجه، وكذلك الفروق العلمية والتأهيلية لمسوقي السلع والخدمات التجارية وبين المثقفين الصحيين (مسوقي السلوك الصحي). ومضى الشارخ الى القول ان من اهم التحديات التي تواجه التثقيف الصحي في بلادنا هي مستويات العاملين فيه ومدى تأهيلهم وعدد المتخصصين الذين يحملون درجات علمية عليا ليكونوا مدربين لاخصائيي التثقيف الصحي. كما ان عدد الاخصائيين قليل جداً مقارنة بالبرامج التوعوية الموجودة حالياً أو التي يجب أن تنفذ مستقبلاً. بل إنه لا يوجد مسمى اخصائي تثقيف صحي في جميع وظائف وزارة الصحة. كما قدم د.عبدالرحمن القحطاني مساعد المدير العام للتوعية الصحية بالادارة العامة للعلاقات والاعلام والتوعية الصحية ورقة عمل بعنوان استراتيجيات التوعية الصحية التغذوية بوزارة الصحة، اشار فيها إلى الخطة الاستراتيجية الحالية لوزارة الصحة ودورها في تعزيز الصحة والاهتمام بالتوعية الصحية بما في ذلك الجوانب المتعلقة بالتغذية، كما تحدث عن الرؤية الاستراتيجية لإدارة التوعية وتركيزها على التعامل مع عوامل الخطورة للاصابة بالامراض المزمنة مع إعطاء أولوية لتعزيز الأنماط الصحية وفي مقدمتها التوازن الغذائي والنشاط البدني.كما تطرق إلى استراتيجية بناء القدرات والتدريب للعاملين في مجال التوعية الصحية، حيث تجاوز عدد المدربين خلال السنتين أكثر من 1000 متدرب ومتدربة من خلال برنامج تدريبي يعد الأضخم في تاريخ التوعية الصحية بالوزارة.