على رغم التصريحات الرسمية المتحفظة، فان إعادة اطلاق "عملية السلام" الاسرائيلية الفلسطينية ستكون على ما يبدو عنصراً أساسياً في الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الأميركي باراك أوباما الربيع المقبل الى فلسطينالمحتلة، حيث سيسعى للاستفادة من ميل الاسرائيليين نحو الوسط الذي عكسته الانتخابات التشريعية الأخيرة. ولم يأت المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي تومي فيتور الذي اعلن عن الزيارة، الاولى التي يقوم بها اوباما كرئيس ل "إسرائيل" والاراضي الفلسطينيةالمحتلة، على ذكر الملف الفلسطيني. وقال فيتور أن أوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سيقومان "ببحث المسار الواجب اتباعه بخصوص مواضيع كثيرة ذات اهتمام مشترك بينها ايران وسورية". من جهته لم يذكر السفير الاميركي في اسرائيل دان شابيرو في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية صباح أمس "ضرورة دفع اسرائيل والفلسطينيين الى العودة الى طاولة المفاوضات" الا في المرتبة الثالثة بعد ايران وسورية في جدول أعمال زيارة اوباما. الا أن قرب موعد الزيارة المرتبقة للرئيس الاميركي مع تلك التي سيقوم بها وزير خارجيته الجديد جون كيري-الذي من المقرر ان يزور (اسرائيل) والاراضي الفلسطينية في وقت لاحق من هذا الشهر- يترك مجالا للشك حول استعداد اوباما لاعادة اطلاق عملية السلام المتوقفة منذ ايلول/سبتمبر 2010. واعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن امله بان تشكل الزيارة "بداية لسياسة اميركية جديدة تؤدي الى تجسيد قيام دولة فلسطينية مستقلة على أراضي دولة فلسطينالمحتلة منذ العام 1967"، بينما رحبت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي بها "ان كانت تعلن وعداً أميركياً لتصبح وسيط سلام صادق ونزيه". ورأى المحللون ان التحفظ الرسمي الاميركي حول أهداف هذه الزيارة يهدف الى الحد من التوقعات فيما يتعلق بملف الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي الشائك الذي حاول اوباما تجنب التورط فيه في فترة ولايته الاولى. وكتب المحلل السياسي في صحيفة "معاريف" أن أوباما "ينوي اعطاء دفعة -قد تكون الاخيرة- في محاولة لاحياء عملية السلام". واكمل "انتقل الناخب الاسرائيلي الى المركز. وان رئيس الوزراء بحسب كل المحللين في واشنطن واقع تحت رحمة الاحزاب الوسطية التي لديها نهج اكثر اعتدالا" في اشارة الى حزب "هناك مستقبل" بزعامة النجم التلفزيوني السابق يائير لابيد وحزب "الحركة" الذي اسسته وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني. وفازت لائحة نتانياهو الانتخابية في الانتخابات التي جرت في 22 كانون الثاني/يناير الماضي ولكن باقل بكثير مما كان متوقعا بسبب حزب لابيد، ما اجبره على البحث عن حلفاء له في التيار الوسطي.