أصيب كثير من الفلسطينيين بإحباط وخيبة أمل جراء غياب الموضوع الفلسطيني عن لقاء الرئيس باراك أوباما مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، لكن الكثير من السياسيين الفلسطينيين لم يفاجأوا بنجاح نتانياهو في إبعاد الموضوع الفلسطيني عن الأجندة الاميركية في هذه الفترة التي تستعد فيها الولاياتالمتحدة لانتخابات رئاسية يلعب اللوبي اليهودي فيها دوراً حاسماً. وانتقد صائب عريقات، رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، في مؤتمر صحافي عقده أمس في رام الله، تركيز المحادثات بين نتانياهو واوباما على البرنامج النووي الايراني وليس عملية السلام. وقال: «لم نفاجأ بخطاب نتانياهو ولا بخطاب أوباما، فقد كنا نعلم أن نتانياهو سيذهب الى الولاياتالمتحدة بخطة للحرب (ضد ايران)، وليس بخطة للسلام (مع الفلسطينيين)»، معتبراً خطاب نتانياهو أمام لجنة شؤون العلاقات الخارجية الأميركية الإسرائيلية (آيباك) «قرعاً لطبول الحرب». وأضاف: «لسنا بحاجة لتصدير الخوف واستخدامه، لأنه مصدر عدم الاستقرار في المنطقة وسيدفع شعوبها إلى مزيد من العنف والتطرف. وهذا ما سمعناه ضد العراق وأفغانستان والآن نسمعه ضد إيران». وتابع: «كنا نعلم أن إسرائيل مصرة على محاربة حل الدولتين، وعلى إبقاء الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال». وأكد ان «مفتاح السلام والاستقرار والازدهار هو تجفيف مستنقع الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967». وأضاف: «ليست لدينا أي اوهام حول عملية السلام، وفي اللحظة التي نسمع فيها الحكومة الاسرائيلية تعلن عن تجميد البناء الاستيطاني، سنعلم فيها أنه بات لدينا شريك في إسرائيل». فلسطين القضية المركزية ولفت عريقات الى إن الجانب الفلسطيني يدرك أن غياب الموضوع الفلسطيني عن أجندة لقاء أوباما مع نتانياهو يعود الى الانتخابات الأميركية وليس الى الغياب الفعلي للملف. وأضاف ان «القضية الفلسطينية قضية مركزية وكبيرة جداً في المنطقة، ولا يستطيع أحد تغييبها. هناك محاولة للإنكار والتغييب، لكنها لن تؤدي الى تغييب قضيتنا، فكل من يسعى الى الاستقرار والسلام في المنطقة يدرك ان القضية الفلسطينية هي المفتاح لتحقيق ذلك». الى ذلك، ذكر مسؤولون فلسطينيون أن القيادة الفلسطينية تدرك أن نتانياهو يقوم بابتزاز الرئيس الاميركي بقوة دور اللوبي اليهودي في الانتخابات الأميركية. وقالت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ل «الحياة»: «نشعر بأن أوباما بات مرشحاً للرئاسة في اسرائيل وليس في الولاياتالمتحدة» مشيرة الى سلسلة التصريحات التي أطلقها لإرضاء اسرائيل، واستنكرت «اللغة الاعتذارية التي يستخدمها أوباما». خيارات فلسطينية وتدرس السلطة اللجوء الى خيارات عدة في المرحلة المقبلة التي تغيب فيها الادارة الاميركية عن المشهد الفلسطيني-الإسرائيلي جراء الانتخابات. وقال محمد أشتية عضو الوفد المفاوض ل «الحياة»: «نحن نعمل في اتجاهين، الاول داخلي، وهو استكمال المصالحة، والثاني مواصلة العمل على نقل ملف القضية الفلسطينية الى الأممالمتحدة». وأضاف: «في هذا العام يسعى الرئيس محمود عباس لإجراء انتخابات عامة، وفي غضون ذلك سنواصل العمل في المؤسسات الدولية، في مجلس الامن والجمعية العمومية للأمم المتحدة للحصول على الاعتراف بفلسطين عضواً في المنظمة الدولية، حتى لو كان بصفة دولة مراقبة». وزاد: «وسنتوجه الى الدول الموقّعة على ميثاق جنيف الرابع الخاص بالدول والأقاليم الواقعة تحت الاحتلال، للعمل على تطبيقه على الاراضي الفلسطينيةالمحتلة».