في خطوة تعكس نية أميركية لدفع عملية السلام والتركيز على الشرق الأوسط، يتوجه الرئيس باراك اوباما في زيارة للمنطقة هي الأولى في ولايته الثانية، ويبدأها بإسرائيل قبل ان يتوجه الى الأراضي الفلسطينية والأردن. وأعلن الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني أن أوباما يعتزم زيارة إسرائيل والضفة الغربية والأردن في فصل الربيع المقبل، فيما أشارت تقارير اسرائيلية الى أن الزيارة ستتم في 20 آذار (مارس) المقبل. وتظهر الزيارة نهجاً جديداً من أوباما في ولايته الثانية بتوجهه أولاً الى اسرائيل التي لم يزرها طوال الولاية الأولى حين زار يومها القاهرة واسطنبول، علماً ان علاقته مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو كانت متشنجة في الفترة الأخيرة بسبب تعثر عملية السلام واستضافة زعيم «ليكود» منافس أوباما في الانتخابات، المرشح الجمهوري السابق ميت رومني. ويرى مراقبون ان الزيارة اليوم قد تمنح الطرفين فرصة توطيد العلاقة في ظل حاجة متبادلة لكل منهما للآخر ان كان على مستوى إنعاش عملية السلام، أو التعامل مع التحديات في سورية ومع الملف النووي الايراني. وقال كارني ان اوباما سيزور أيضاً الضفة للاجتماع مع الزعماء الفلسطينيين، ويسافر إلى الأردن «لمناقشة القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك». وسيسبق أوباما الى المنطقة وزير خارجيته جون كيري في زيارة من المرجح أن تتم خلال أسبوعين وتشمل اسرائيل والأراضي الفلسطينية وتركيا وعواصم عربية أخرى. وتعكس أجواء العاصمة الأميركية تحضيرات لاندفاعة جديدة في عملية السلام، والتي يراها كيري في صلب أولوياته. وستكون زيارة أوباما فرصة أيضاً لتحسين العلاقة مع الرئيس محمود عباس بعد تأزم بينهما بسبب توجه الرئيس الفلسطيني الى الأممالمتحدة للمطالبة بالاعتراف بدولة فلسطين، رغم معارضة واشنطن ذلك وطلب أوباما شخصياً منه العدول عن هذا التوجه. وقال الناطق الرئاسي الفلسطيني نبيل ابو ردينة لوكالة «فرانس برس» ان «الرئيس عباس يرحب بزيارة الرئيس اوباما لفلسطين»، مضيفاً: «نأمل في ان تكون زيارة الرئيس اوباما بداية لسياسة اميركية جديدة تؤدي الى تجسيد قيام دولة فلسطينية مستقلة على اراضي دولة فلسطينالمحتلة منذ عام 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية».