وقعت عيناي فجأة وأنا أحرك الريموت كونترول على قناة عربية يبدو أنها حديثة عهد بالفضاء اسمها يثير الفضول, كان المذيع وهو من المغرب العربي يتلقى اتصالات المشاهدين على موضوع يبدو أنه يخص السعودية, فالصورة التي كانت خلفه توحي بذلك. حين استمعت لما يقوله المتصلون وما يعلق به السيد المذيع من آراء غير منطقية وغير صحيحة أيقنت أن هذه القناة خُلقت لمهاجمة المملكة وشعبها. كان المتصلون يكيلون بالشتائم على المملكة بطريقة فجة ووقحة وهم يناقشون موضوعاً داخلياً يخص المملكة, ومن خلال حديثهم تتأكد بأنهم لا يعلمون شيئاً عما يتحدثون عنه, فلا هم قريبون من الواقع الحقيقي للمملكة, ولا يدركون أبداً طبيعة العلاقة المميزة التي تربط الشعب السعودي بقيادته, ويبدو أن تعليقات هؤلاء المجافية للواقع إنما جاءت بأمر من مالك هذه القناة أو ممن يقف خلفها!. هذه القناة مثلها مثل عدد من القنوات التي ما وجدت إلا لتهاجم المملكة فقط, إذ إن غالبية الحوارات والبرامج التي تقدمها ليس فيها سوى محاولة النيل من المملكة وقادتها بأسلوب رخيص وغير أخلاقي, والمضحك أن الشريط الإخباري الذي تبثه القناة أسفل شاشتها خبر عن تبرع المملكة للأشقاء في فلسطين بمائة مليون دولار وإرسال المملكة كرفانات للمخيمات السورية للنازحين السوريين, فهل بلد يقدم كل هذه المساعدات الإنسانية يصدق فيه ما تقوله هذه القناة. القائمون على هذه القناة والكثير غيرهم يريدون أن ينالوا من وحدة وتماسك وترابط المجتمع السعودي. ويحز في نفسهم كثيراً هذا التماسك والالتفاف بين الشعب السعودي وقادته, ويعتقدون أن تخاريفهم وأوهامهم ستزعزع وحدتنا الوطنية, وهم في ذلك واهمون, فالمواطن السعودي أصبح يعي جيداً ما يقصده هؤلاء وما يبغون ولم تعد تنطلي عليه مثل هذه النوعية من البرامج, حتى أن بعض الاتصالات تأتي لهذه القناة من متصلين سعوديين يتفاجأ بهم المذيع وهم يطلبون منه الكف عن التطرق لأمور المملكة الداخلية مؤكدين في نفس الوقت علمهم بنوايا القناة. إن وزراء الإعلام العرب عليهم مسؤولية كبيرة ومشتركة في إيقاف نمو هذه النوعية من القنوات التي لا تحمل بداخلها إلا الإساءة.. ولو كان القائمون على هذه القنوات صادقين فيما يطرحون أليس الأولى بهم مناقشة قضايا دولهم الداخلية وترك قضايا المملكة للإعلام السعودي؟.