مشاركتنا في البطولة الخليجية في البحرين كانت مؤلمة ومخجلة عندما غادر "الاخضر" البطولة باكراً، وهو خروجٌ كان متوقعا على الرغم من قساوته عطفاً على المستويات المتواضعة الذي ظهر فيها اللاعبون منذ أول مباراة يلعبها في البطولة، خروجنا كان مرا، والأمر منه هي المستويات المتدنية، وغياب الروح والحماس، فعطاء اللاعبين داخل الملعب لم يكن بالمستوى الجيد الذي يليق بتاريخ وسمعة الكرة السعودية، ونحن نعلم أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب لم تقصر مع اللاعبين، أعطتهم كل ما يريدون، وهيأت لهم جميع الإمكانيات المادية والمعنوية، لكنهم خذلونا في هذه البطولة بقيادة المكابر ريكارد وخيبوا آمال الجماهير العريضة التي صُدمت بالنتائج السلبية، وبما ظهر فيه المنتخب من مستويات سيئة، وتألمت بحرقة على خسارة البطولة التي كنا نتوقع أن يكون نجومنا فرسانها وهم من سيرفع الكأس عالياً ويعود به إلى الوطن، ولكن الأحلام تبخرت وتحولت إلى آلام، وهنا نتساءل: لماذا الصقور الخضر خذلونا على الرغم مما هيئ لهم من إمكانيات؟ لدينا إمكانيات كبيرة تفوق دولا متقدمة ومواهب كروية متميزة في جميع الأندية وفي المقابل لدينا سوء تخطيط لبناء منتخب يعيد لنا إنجازات وبطولات نجوم الثمانينيات والتسعينيات الميلادية ولدينا سوء اختيار التشكيلة المتجانسة من اللاعبين الذين يحترمون ويقدرون قيمة الشعار ولكن مشكلتنا التخطيط والإدارة في الفكر الكروي، ومتى ما تجاوزنا ذلك عدنا إلى منصات التتويج، ثم إن المرتبات الخيالية التي يتقاضاها اللاعب مع ناديه ساهمت بضعف مستوى المنتخب لأنه لا يعطي كما يعطي مع ناديه خوفاً من تعرضه للإصابة التي تمنعه من المشاركة مع ناديه ومن ثم خسارة الملايين فأصبح ولاء اللاعب لناديه أكثر من ولائه للمنتخب على الرغم من أنه يمثل وطنه دولياً وأصبحت القضية مادية أكثر من كونها وطنية، ويجب أن نبدأ من الآن ببناء منتخب وطني قوي وأن نعيد النظر في عروض اللاعبين مع أنديتهم.