غادر منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم بطولة «خليجي 21» مبكراً، وهو خروجٌ كان متوقعا – رغم قساوته – عطفاً على المستويات المتواضعة للاعبين منذ أول مباراة في البطولة، فالمستويات كانت متدنية، وعطاء اللاعبين داخل الملعب لم يكن بالمستوى الجيد الذي يليق بتاريخ وسمعة الكرة السعودية، ورعاية الشباب لم تقصر مع اللاعبين، أعطتهم كل ما يريدون، هيأت لهم جميع الإمكانيات المادية والمعنوية، لكنهم خذلونا في هذه البطولة الخليجية بقيادة المدرب المكابر (ريكارد)، وخيبوا آمال الجماهير العريضة التي صُدمت بالنتائج السلبية. كنا نتوقع أن يكون نجومنا فرسان البطولة الخليجية، وهم من سيرفع الكأس عالياً ويعودون به إلى الوطن، ولكن الأحلام تبخرت وتحولت إلى آلام، وهنا نتساءل: لماذا الصقور الخضر خذلونا؟ نحن لدينا إمكانيات كبيرة تفوق دولا متقدمة، ولدينا مواهب كروية متميزة في جميع الأندية، وفي المقابل لدينا سوء تخطيط لبناء منتخب يعيد لنا إنجازات وبطولات نجوم الثمانينيات والتسعينيات الميلادية، ولدينا سوء اختيار التشكيلة المتجانسة التي تُقدر قيمة الشعار، مشكلتنا هي مشكلة تخطيط، وإدارة، وفكر كروي، متى ما تجاوزنا ذلك عدنا إلى منصات التتويج والبطولات، ثم أن الرواتب الخيالية التي يتقاضاها اللاعب مع ناديه ساهمت في ضعف مستوى المنتخب، فاللاعب حينما ينضم للمنتخب لا يعطي كما يعطي مع ناديه خوفاً من تعرضه لإصابة تمنعه من المشاركة مع ناديه ومن ثم خسارة الملايين، فأصبح ولاء اللاعب لناديه أكثر من ولائه للمنتخب رغم أنه يمثل وطنه دولياً، وأصبحت القضية مادية أكثر من كونها وطنية. يجب أن نبدأ من الآن ببناء منتخب وطني قوي، وأن نعيد النظر في عروض اللاعبين مع أنديتهم.