أصيبت الجماهير اليمنية بخيبة أمل كبيرة بعد خروج المنتخب اليمني من الدور الأول لبطولة “خليجي 20” في كرة القدم بعد تلقيه خسارته الثانية على التوالي وكانت أمام نظيره القطري 1-2 الخميس الماضي، ولم تتردد بطلب استقالة وزير الشباب والرياضة واتحاد الكرة. حضر المباراة نحو 23 ألف متفرج على ملعب نادي الوحدة في أبين، لكنهم عبروا عن غضبهم وبدأوا بالخروج من الملعب قبل نهايتها “وطالبوا وزير الشباب والرياضة ومسؤولي اتحاد كرة القدم بتقديم استقالاتهم على أقل تقدير”. خسارة مذلة وكان منتخب اليمن لقي خسارة ثقيلة أمام نظيره السعودي الإثنين الماضي في افتتاح البطولة برباعية نظيفة، وخرج الجمهور اليمني بعد المباراة غاضباً أيضاً من الخسارة ومن أداء المنتخب غير المقنع. غير أن الجماهير التي توافدت من كل المدن اليمنية أمس علقت آمالاً بالفوز على قطر، لكن النتيجة شكلت ضربة ثانية مؤسفة ومحزنة بالنسبة للجمهور الذي غادر مدرجات الملعب مردداً شعارات غاضبة وصيحات استهجان ضد كل من رئيس الاتحاد اليمني أحمد العيسي والمدرب الكرواتي ستريشكو يوريسيتش. وكان قائد المنتخب اليمني علي النونو وعد الجماهير اليمنية بتقديم مستوى أفضل أمام قطر والكويت وتحقيق نتائج ترضي الجماهير. التصريحات النارية قال المشجع اليمني أحمد عوض “لم يعد أمامنا إلا نزع ثقتنا بأننا نمتلك منتخباً مؤهلاً لينافس منتخبات الخليج، فقد تبين حجم منتخبنا بعد هزيمتين متتاليتين”، متسائلاً “عن مصير التصريحات النارية التي كان يطلقها مسؤولو الاتحاد ووزارة الشباب والرياضة”. وأضاف “غادرت الملعب حاملاً معي خيبة أمل وقاطعاً على نفسي عهداً أن لا أعود للتشجيع إلا في المباريات المحلية”. مشجع آخر يدعى عمار عبدالله علي قدم من محافظة تعز منذ انطلاق البطولة لمؤازرة منتخب بلاده، غير أنه غادر محافظة أبين أمس وملامح الحزن والإحباط تبدو بارزة على محياه، وأوضح “أنا كواحد من المشجعين الذين علقوا آمالاً على تحقيق المنتخب نتيجة متميزة بعد خسارته أمام السعودية، لكننا نتلقى المفاجآت المخزية”. وأضاف “ماذا ينقص منتخبنا، فقد تهيأت له كل الإمكانات المادية لتحقيق فوز في هذه البطولة التي نستضيفها وتجاوز النقطة التي كان يحصدها في الدورات السابقة”. سوء الإعداد وفي هذا الصدد، أرجع أحمد غيلان أحد المهتمين بالشأن الرياضي النتائج التي حصدها المنتخب خلال المباراتين “إلى سوء الإعداد وارتجالية التخطيط وغياب التكتيك الفني وضعف اللياقة البدنية لدى اللاعبين”، مشيراً إلى “بعض اللمحات الاستثنائية من مهارات ولمسات لكنها فردية”. واتهم “وزارة الشباب والرياضة والاتحاد اليمني لكرة القدم بخدع الجماهير والإعلاميين والقيادة السياسية من خلال إطلاق التصريحات عن جهوزية المنتخب وقوته فضلاً عن التطمينات التي سرعان ما تبخرت لتكشف حقيقة خداعهم”. وأضاف “من حق الجماهير التي احتشدت من عموم الوطن المطالبة بإقالة ومحاسبة المسؤولين في وزارة الشباب والاتحاد ومساءلتهم ومحاكمتهم على الأموال التي أهدرت على هذا المنتخب”. 1.2 مليون دولار للمدرب ورصدت الحكومة اليمنية لمرحلة إعداد المنتخب 12 مليون دولار منذ أن تعاقد مع المدرب الكرواتي ستريشكو بمبلغ 1.2 مليون دولار راتباً سنوياً، وهو ما لم يحظ به أي منتخب يمني سابق من حيث التهيئة وطول مرحلة الإعداد التي بدأها قبل نحو عام وثلاثة أشهر خاض خلالها المنتخب العديد من المباريات الودية الدولية. لعب المنتخب اليمني أربع مباريات قبل انطلاق البطولة بأسابيع، فاز في اثنتين وتعادل في مثلهما أمام منتخبات لها حضورها الكروي، وقدم أمامها أداء جيداً ما ولد انطباعاً عاماً عند الجماهير اليمنية بأن المنتخب هذه المرة لن يكون محطة عبور للمنتخبات الخليجية كما حدث في الدورات الأربع السابقة. وعزز هذا التفاؤل حملة إعلامية كبيرة قدمت اليمن كأبرز مرشح للقب بناء على نتائج المباريات الودية مع منتخبات “وهمية” بحسب وصف مصطفى راوح أحد المشجعين، الذي قال أيضاً “إن اللاعبين خذلونا والاتحاد أوهمنا بأننا فزنا على السنغال وتعادلنا مع أوغندا وكوريا، وفي الحقيقة إن منتخبنا لعب أمام فرق رديفة وليست أساسية”، مضيفاً أن “الاعتذار للجماهير حالياً غير كاف بل نريد حساباً وعقاباً”. غضب جماهيري المدرب الكرواتي ستريشكو اعتذر من الجمهور اليمني على النتيجة التي آلت إليها مباراة قطر. وقال “لم أكن أتوقع هذه النتيجة خاصة بعد أن قدم المنتخب بداية قوية في المباراة بتسجيله هدف السبق الأول وسيطرته على مجريات اللعب”. وعن مستقبله مع المنتخب قال “لا أعلم حالياً ما هي توجهات الاتحاد اليمني، لكني سأبذل كل ما في وسعي لتقديم الإضافة المطلوبة، لكن هذه هي كرة قدم ويجب أن نرضى بحكمها”. وعلى رغم أن كثيرين منهم وجه انتقاداً لاذعاً تجاه المنتخب اليمني، إلا أنه لم يستطع التعبير عن هذا الغضب كما كان يود لوجود أمني مكثف داخل الملعب وخارجه وعلى جنبات الطريق المؤدي بين أبين وعدن، لكن في المقابل كان هناك كثير منهم أكثر تعقلاً وكان منطقياً في ردة فعلهم وهم يبررون أن منتخبهم لا يقوى للمنافسة على البطولات، مؤكدين أنه يحتاج إلى جهد كبير وإلى ميزانيات ومعسكرات وثقافة احتراف، ومع ذلك فضلوا الابتهاج والتعبير عن فرحتهم بخليجي 20، مؤكدين أن الفرحة الأولى تكمن في الاستضافة وتجديد الأجواء في عدن وكسب ثقة الخليجيين في حسن التنظيم والتزود بالخبرة إلى جانب اكتساب جوانب أخرى اقتصادية وسياحية وغيرها. أما فدوى العيافي فأشادت بحضور منتخبها، لكنها ورفيقاتها لم يكن يتوقعن خسارته أمام المنتخب القطري خصوصاً وأنهن حضرن وهن يراهن على فوزه، وعادت تتمنى أن يكون أكثر توهجاً في المستقبل.