مع التنامي الكبير لا ستخدام الشبكات الاجتماعية في مختلف المجالات الحياتية، وما تتيحه وسائطها من تواصل وتفاعل اجتماعي، إلى جانب ما تتيحه الإنترنت من سهولة النسخ والحفظ، وسهولة استرجاع البيانات والموضوعات، التي صحبها شيوع ثقافة تصميم "المدونات الشخصية" على شبكة الإنترنت، وتزويدها بخدمات التواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي يأتي في مقدمتها الروابط الإلكترونية التي تضيف إلى محتوى المدونات موضوعات متعلقة بصاحب المدونة في مواقع أخرى، أو ربطها بصفحات إلكترونية عبر فيس بوك، أو عبر تويتر، وغيرها من الوسائط عبر هذه الشبكات، التي تصفها الإعلامية والروائية سمر المقرن، بأنها أصبحت مدونات العصر، التي تتيح أمام أصحابها فضاء مفتوحا من التصميم، وطرق حفظ المحتوى وأساليب استعادته. وقالت المقرن: شاع في السنوات الأخيرة اهتمام المثقفات والمثقفين بصفة خاصة، بتصميم وإنشاء مدونات شخصية لهم على شبكة الإنترنت، لما توفره لهم تقنيتها، والتواصل عبرها، مما لا يمكن بأي حال مقارنته مع كتابة سيرة في كتاب ورقي، وإن كنت أعتبر أن الكتاب الورقي لن يختفي، وستظل له مكانته في نفوس المثقفين اقتناء وقراءة وتأليفا، إلا أنه في هذا الجانب لا يمكن عقد مقارنة ورقية وأخرى إلكترونية، تتيح فضاء مفتوحا متجددا، يحدث من حين إلى آخر، ويستوعب محتوى لا محدودا، إلى جانب ما يتيحه من طرائق حفظ النص، والصورة، والتعامل معهما، إضافة إلى ما يتم تزويده بها من أرشيف الفيديو الذي يأتي على درجة كبيرة من الأهمية لصاحب المدونة وللمتلقي في آن واحد. أما عن واقع الجدية في التعامل مع المدونات الشخصية، ومدى الاهتمام بمضامينها، وتحديثها، والاهتمام بزوارها، فأكدت المقرن أن المدونات الشخصية الإلكترونية، تعكس جدية شريحة كبيرها من منشئيها، وذلك من خلال الاهتمام بالتصميم، وتحديث المحتوى، وتقسيمه، وطرق أرشفته، إلى جانب ما يلاحظ من الاهتمام بملاحظات متصفحي المنتديات الشخصية.. واصفة تجربتها في هذا الجانب، بأنها على حرص دائم بالتجاوب مع ملاحظات زوار مدونتها الشخصية، ولتزويدهم بروابط وموضوعات عادة ما يدور حولها نقاش فيما تكتبه من مقالات، أو يتم استضافتها فيه من فعاليات، مؤكدة أن المدونة أصبحت جسرا سهلا، وفاعلا للتواصل وإيضاح ما يكون مثار جدل أو تساؤل من قارئ أو مشاهد لها، عن طريق ما يدور من تفاعلية بينها وبين متصفحي مدونتها الإلكترونية، التي أكدت سمر بأن المدونات الجادة، تتطلب جهدا في التصميم، والجمع، والتصنيف، والأرشفة، والتفاعل مع الآخرين، مما يفرض تكلفة مالية، نظرا لما تحتاجه من مختص من جانب، وحماية إلكترونية من جانب آخر. وعن إمكانية النشر الورقي لبعض مضامين المدونة قالت المقرن: يظل الورق أكثر أمانا في هذا الجانب، ويظل سجلا لن يختفي من أيدي المثقفين، ونتيجة لما تتطلبه المدونات الإلكترونية، فقد يجد فيها أصحابها ما يمكن إخراجه في كتاب، كما هو الحال فيما تضمه أرشفتها، من مقالات، أو حوارات، أو نصوص إبداعية نشرت في وسائل مختلفة.