نحاول أن نبدد هالة القلق التي تصاحب المتقدم إلى الفيزا. بهذه الكلمات يخاطب المسؤولون في السفارة الأميركية طالبي الحصول على التأشيرات التي دائماً ما يصاحب خطوات استخراجها الارتباك غير المبرر بسبب الخشية من رفض الطلب أو التأخر بإنجازها، وبين هذا وذاك تنجز سفارة واشنطن في الرياض حوالي 300 فيزا في الأيام الاعتيادية وحوالي 400 في مواسم الذروة بين شهري ابريل وأغسطس، وخلالها يحتاج المتقدم للتأشيرة لأسبوعين للحصول على مقابلة بينما لا يحتاج الأمر أكثر من يومين في غيرها، على حد قول القنصل سيسيليا الخطيب، والتي تؤكد أن أحد أهداف القنصليات الأميركية في المملكة هو جعل التقدم إلى الحصول على التأشيرة أكثر شفافية ، كما أننا – والحديث للقنصل – ملتزمون بتقديم الخدمات بكل كفاءة . خطوات نحو الحصول على التأشيرة يمر المتقدم بعدد من الخطوات داخل السفارة الأميركية في طريقه للحصول على التأشيرة، يبدأها عندما يحصل على رقم يشير إلى موقعه ضمن المتقدمين في طابور الانتظار. تلي هذه الخطوة التأكد من البيانات. وبعدها يتم الانتقال إلى صالة أخرى حيث تجرى المقابلات وهو إجراء يستمتع به القنصل روبن بوسا، الذي يرى أن هذا الإجراء من أفضل الأوقات التي يمضيها مع المتقدمين، و أعتقد - كما يقول بوسا - أنهم يحبون ذلك لأنه يعطي لمسة شخصية . المقابلة التي يجريها المتقدمون يمكن أن تكون باللغة الانجليزية أو بالعربية، خلال هذه المقابلة يسأل موظف القنصلية المسافر عن الغرض من سفره، وإن كان له أقارب في أميركا، وأن يكون ما يقوله طالب التأشيرة منطقياً. وهنا يؤكد الملحق الصحفي في السفارة الأميركية مفيد الديك أن " الروابط الكافية " وهي عوامل مثل العمل والأسرة والظروف المالية وملكية العقارات يأخذها الموظف القنصلي كمعايير لتقييم حالة طالب التأشيرة. وعلى هذه المعايير أن تبين أن طالب الحصول على تأشيرة الزيارة سيعود إلى بلاده بعد الانتهاء من زيارة قصيرة إلى الولاياتالمتحدة الأميركية. فالمهم حسب رأي القنصل روبن بوسا أن يثبت المتقدم إلى السفارة أنه ليس " مشروع مهاجر ". رسوم إضافية كرر موظفو القنصلية الأميركية كلمة " مبدأ المعاملة بالمثل" وهو مصطلح دبلوماسي يفسر نفسه . إذ يستلزم الحصول على بعض أنواع التأشيرات مبالغ إضافية يجب أن يدفعها المتقدم قبل اجراء المقابلة، فالصحفي السعودي مثلاً يحتاج أن يدفع مبلغ " 7 دولارات" اضافية للحصول على الفيزا الخاصة بهذا العمل، وهذا ما ينطبق على الصحفيين الاميركيين الذين يرغبون في السفر للمملكة من اجل العمل الصحفي. كما ان هنالك رسوماً يدفعها من يرغب العمل في الولاياتالمتحدة، وهنا يشير السفير الاميركي جيمس سميث أن هناك نقاشات يقوم بها مع السفير السعودي عادل الجبير لبحث مبادرات هدفها تعزيز رفاهية المواطنين، مؤكداً أن هنالك مبادرات يجري العمل عليها تندرج تحت هذا المفهوم . أسباب رفض الطلب بالرغم من أن القسم القنصلي في الرياض تلقى أكثر من ثمانين ألف طلب تأشيرة "غير هجرة" في العام الماضي، بزيادة قدرها (22%) في المئة عن طلبات العام 2011. وأن (92.4 %) من مجموع طلبات تأشيرات الأعمال والسياحة للمواطنين السعوديين في أرجاء العالم تمت الموافقة عليها في عام 2012. إلا ان القلق من رفض التأشيرة أو التأخر في منحها يزعج المتقدمين خصوصاً الطلاب منهم الذين يشكلون (29%) من طالبي الحصول على التأشيرة . ويؤكد القنصل روبن بوسا أن رفض الطلب يتم بناء على القانون وليس أمراً " مزاجياً " ، وتشير القنصل سيسيليا الخطيب في هذا الاطار إلى أن معدلات الرفض لم تتغير على النحو الملحوظ ، وأن ما تغير هو الوقت المطلوب للمقابلة والحصول على التأشيرة التي يقومون بمعالجة التأخر فيها عن طريق آليات جديدة وزيادة عدد الموظفين. السفير الاميركي جيمس سميث يطالب السعوديين بالتخطيط لسفرهم بوقت كافٍ والصبر لإنجاز طلباتهم . منح التأشيرة لا يعني دخول أميركا تحدٍ آخر يبرز لراغبي السفر للولايات المتحدة الأميركية فبعد مشوار الحصول على التأشيرة يتداول العامة سؤالاً مفاده أن السلطات الأميركية ربما لا تسمح لك بالدخول لأراضيها بالرغم من حصولك على تأشيرة نظامية . وهذا في حقيقة الأمر احتمال صحيح . فمنح التأشيرة لا يعني دخول أميركا، والعّلة كما يبررها القنصل روبن بوسا أنه في بعض الأحيان تستجد معلومات حول الشخص تمنع دخوله الأراضي الأميركية، إذ ربما حصل على التأشيرة ولم يسافر إلى بعد فترة من الزمن وخلال هذا الوقت استجدت معلومات لا يمكن معها السماح له بالمرور، مضيفاً أن غالبية الحاصلين على الفيزا أو التأشيرة يسمح لهم بالدخول. الأسئلة الثلاثة المهمة السفير الاميركي جيمس سميث المعروف خلال فترة عمله كشخص ذي خلفية عسكرية جدية وجادة في آن . يرى أن لكل بلد الحق في معرفة الشخص القادم إليها، وهم في أميركا يهمهم الحصول على إجابات لأسئلتهم الثلاثة: 1- هل أنت الشخص الذي تدعي أنه أنت ؟ 2- هل أنت قادم لأميركا لنفس الغرض ؟ 3- هل ستعود لوطنك ؟ ومن وجهة نظر السفير سميث فالسعوديون يعودون لوطنهم بعد انقضاء سفرهم إلى أميركا، لكن التحديّ من وجهة نظر السفير هو التأكد من الشخص المسافر هو المسافر أو " أنت هو أنت".