قد تتوتر فجأة ودون أي مبرر، والسبب أن صديقا، أو أحدا حولك نقل إليك توتره، صرّفه لك واستلمته دون أن تشعر، أو تكون مستعداً لذلك.. تبدأ النهار هادئاً، ولكن فجأة تتوتر من المناخ المحيط، وكأن التوتر عدوى تنتشر بسرعة بين المجموعة الواحدة.. تستغفر.. تتعوذ من الشيطان.. كيف انتقلتَ من الهدوء إلى هذه الحالة فجأة.. تجد أحدهم يصرخ «وترني دون مبرر» هو الذي ارتأى ان يستفزني لتنتابني حالة توتر هائلة أوقفت كل مناحي الحياة اليومية.. تتوتر بسرعة لكن العودة إلى حالة الهدوء لا تتم بسرعة، ولا يمكنك ان تصل إليها.. في نفس الفترة التي وصلك التوتر فيها.. تشاهد الأخبار.. وفجأة تتوتر.. والثورة الداخلية تختلف من شخص إلى آخر.. قد يصرخ أحدهم محتجاً، وقد يثور أحدهم صامتاً، لكن ينعكس على سلوكه.. قد لا ترغب في الطعام، أو الحديث.. وتجيب.. إنني متوتر هذه اللحظة.. أحتاج فقط إلى الهدوء والسكينة.. احتاج ان أظل صامتاً وهذه في نظر كثيرين وسيلة ناجحة للتغلب على القلق، والتوتر ومحاربتهما.. قد تتوتر لسماع خبر.. أو مشاهدته.. ولكن قد تتوتر من توتر صديق وتعمده نقل ما لديه من أخبار سلبية إليك تبدد كل ما هو إيجابي، وتدفعك إلى حالة التوتر.. هذا الصديق يرتبط التوتر بوجوده إما لطريقته في الحديث، أو لتعمده نقل كل ما هو سلبي، أو لقدرته العجيبة على توتير كل من حوله.. تشعر كلما شاهدته بالتوتر، بالمرض لكن هل التوتر يشعرك بالمرض؟ يقول الأطباء التوتر المزمن يمثل خطرا حقيقيا على الصحة وقد يدفع إلى الأرق، والصداع، وآلام المعدة وحتى آلام الظهر، ولذلك قد تجد أحدهم لاشعورياً يقول لك «صدعت» من الذي صدّعني، أو من الذي وترني؟ وآخر يشتكي من معدته، أو قولونه بسبب التوتر وبالتالي ينصح الطبيب بعدم التوتر الذي يؤدي إلى كل هذه الأمراض المرتبطة به .. حيث إن التوتر يتفاعل مع كل موارد الجسم وبالتالي قد يؤدي إلى إضعاف المناعة.. وهناك أبحاث تربط التوتر المستمر لفترات طويلة وضغط الدم العالي ومشاكل القلب.. عندما ينهار شخص يسأل الطبيب ما الذي دفعه إلى الانهيار.. ابحث عن الأسباب؟ وبالذات في الانهيار الكامل الذي يدفع للإصابة بارتفاع شديد في ضغط الدم، أو هبوط في وظائف الدورة الدموية.. أو آلام القولون الشديدة.. أو الإصابة بالجلطات المفاجئة.. ومع البحث عن الأسباب التي قد تكون شخصية، هناك طرق عديدة وبسيطة للتغلب على التوتر قبل الدخول فيه بشكل كامل.. فمثلاً إذا شعرت به حاول الابتعاد عن تناول كل المشروبات الغازية، أو المواد السكرية التي تزيد من حدة التوتر وتكثف النشاط، استغرق في التأمل، وهذه طريقة لا يجيد الكثيرون التعامل معها وهي إغماض العينين لدقائق والاستغراق في التأمل، وتهدئة العقل من التفكير، الخروج من المكان المغلق إلى مكان مفتوح، أو البقاء بجانب نافذة تطل على مساحة مفتوحة، لإزالة الاجهاد والتعب الذهني، أيضاً شرب كميات من الماء وعدم الانتظار حتى الشعور بالعطش، لأن الجفاف يقلل الطاقة بنسبة 15٪، ثم الاتصال بصديق باعث على الايجابية، والأهم من ذلك.. التنفس المتواتر وهو الذي تغمض فيه عينيك وتستنشق الهواء بعمق وتركز على مفردة واحدة فقط أثناء الزفير مثل سعادة، أو هدوء.. أو استعادة توازن.. كرر العملية عشر دقائق وستجد نفسك مغموراً بمشاعر إيجابية وأيضاً تخلصت من توترك.. وأخيراً تشير دراسة جديدة إلى ان هناك أسلوباً جديداً وبسيطاً يستغرق عشر دقائق أيضاً كالتنفس المتواتر قد يؤدي إلى تقليل التوتر، ما يسهل الخلود إلى النوم والاستمرار فيه أيضاً ويتضمن هذا الأسلوب، الذي تم تصميمه لممارسته قبل الذهاب إلى النوم إن كنت متوتراً (التركيز الذهني على مكان هادئ ومريح، مثل الأمواج على الشواطئ، أو بحيرة هادئة تحيطها الأشجار العالية، والتنفس ببطء وبصورة عميقة).. وأعتقد، بعيداً عن الطب، أن معرفة سبب توترنا هي بداية الخروج منه..