القولون العصبي.. هو حالة يتفاعل أو يتعامل فيها الجهاز الهضمي للشخص بطريقة غير طبيعية لأنواع محددة من المأكولات أو المشروبات أو عند تعرض الشخص لبعض الحالات النفسية فينتج عن هذا التعامل الغير طبيعي للجهاز الهضمي أعراض، مثل انتفاخ في البطن وكثرة الغازات وآلام غامضة ومتكررة و إسهال أو إمساك. وحالة القولون العصبي هو اعتلال وظيفي مؤقت ومتكرر للجهاز الهضمي وليس بمرض عضوي. وتشير الدراسات الطبية إلى ارتباط متلازمة القولون بعوامل عديدة، أهمها نمط الحياة، والنظام الغذائي، والتغيرات الحياتية التي قد يتعرض لها الفرد، فيشعر بتغير في حركة القولون لديه، يتمثل بمجموعة من الحركات اللينة أو المتزايدة، والإصابة بالإمساك أو الإسهال، مع آلام وانتفاخ واضطرابات في البطن. وتوصلت أحدث الدراسات الأمريكية إلى أن القولون العصبي مرض يتعلق بالحالة النفسية للفرد و من أجل التخلص من هذا المرض يجب إصلاح الخلل في النظم والقوانين التي تحكم المجتمع سواء كانت في الأسرة أو في المدرسة أو في ظروف الحياة والعادات البيئية الموروثة. ومن جانبه، يعلق الدكتور إيهاب نشأت أستاذ الجهاز الهضمي بكلية طب عين شمس، "لو أخذنا بهذا الرأي بحذافيره فإن هذا يعني استحالة العلاج من هذا المرض، إلا بتغيير الأوضاع الاجتماعية وهذه استحالة أخري, والحقيقة أن القولون دائماً هو المتهم ويقوم الطبيب بإجراء الفحص بكل ما أوتي من خبرة ويقوم بعمل الفحوص المعملية والكشف بالأشعة وفحص القولون بالمنظار، ولكن كل النتائج أثبتت بما لا يحتمل الشك أن القولون بريء تماماً من أي مرض عضوي مهما تعددت الأعراض أو اشتدت ما بين ألم أو إمساك أو إسهال ومخاط، طبقاً لما ورد ب"جريدة الاهرام". وأكد نشأت أن المرض يزداد بين الأشخاص المصابين بالقلق والتوتر أو عدم القدرة على تحمل ضغوط الحياة اليومية، كما أن النسبة تزداد بين أفراد الأسرة غير السعيدة، حيث تصيب الأزواج كما تصيب الأبناء. وحتي الطبقة التي ينتمي إليها الفرد في المجتمع لها علاقة وثيقة بالقولون العصبي، حيث يزداد انتشاراً بين المثقفين عنه بين العامة. فالضغوط النفسية وعوامل التوتر الكثيرة كلها تزيد من انقباضات القولون العضلية التي يعاني منها الأفراد ويكون القولون هو المتهم البريء. أسباب القولون العصبي ؟ - التدخين. - بعض الحالات النفسية التي يكون فيها الشخص قلق أو مكتئب أو حزين. - بعض المأكولات والتي يختلف نوعها من شخص إلي آخر ومن هذه المأكولات الفلافل، الشطة الحارة الخضروات الغير مطبوخة كالخيار أو الفجل، الفول، العدس، القهوة. وأوضحت أحدث الإحصائيات أن النساء أكثر إصابة من الرجال بنسبة الضعف إلى ثلاثة أضعاف وربما كانت المشاعر المرهفة للمرأة وسرعة تقلبات مزاجها والجانب النفسي لها سبب في ذلك. أعراض القولون العصبي - ألم في البطن متكرر ومفاجئ مصحوب بالرغبة في التغوط وعادة ما يذهب الألم بالتغوط. - تغير في حالة التغوط الطبيعي إما بإسهال أو إمساك. - ظهور غازات عبر الفم والشرج. - انتفاخ بالبطن وأحياناً تقلصات مرئية. - عدم الارتياح أثناء التغوط والإحساس بعدم التغوط الكامل. لحماية القولون إذا كانت الأدوية هى الأساس في علاج أي مرض فإن في حالة القولون العصبي، ينصح أخصائيو الجهاز الهضمي بعدة نصائح للتغلب على القولون العصبي. - التقليل من حالات التوتر النفسي: وهذا يحتاج إلى بصيرة في حياة المريض اليومية والتعرف على مواطن القلق والتوتر، ومن المهم التعرف على الطرق النفسية السليمة للسيطرة على القلق، وطرق الاسترخاء الذهني وهذا من الممكن بمساعدة بعض الأطباء النفسانيين المتخصصين بهذا الفرع، وكذلك المشاركة في التمارين الرياضية وشغل وقت الفراغ في الهوايات المحببة للنفس. - الاهتمام بنوعية الأطعمة: التي من الممكن أن تكون أحد العوامل المؤدية إلى اضطرابات الجهاز الهضمي وأهم هذه الأنواع هي : أ-البقول: مثل الحمص، الفول، الفلافل،العدس، وأنواع مختلفة من الخضراوات والتي ينتج عن هضمها كميات من الغازات المسببة للإضرابات الهضمية. ب-الحليب: وكذلك من الممكن أن يشتكي المريض من سوء هضم الحليب المسبب في كثير من الأحيان إلى انبعاث كمية كبيرة من الغازات أثناء عملية الهضم ويشتكي 40% من المرضى من صعوبة هضم سكر الحليب . ج-العلكة: والتقليل من مضغ العلكة والتي تساعد على ابتلاع كمية كبيرة من الغازات أثناء عملية المضغ. د-المشروبات الغازية: بأنواعها المختلفة حيث أنها تحتوي على كميات من غاز ثاني أكسيد الكربون مما يؤدي إلى انتفاخ في منطقة البطن واضطرابات في الجهاز الهضمي. وينصح أخصائيو الجهاز الهضمي بمضغ الطعام جيداً وعدم الإسراع في أكل الطعام، وتوفير الجو الهادئ البعيد عن الشجار، والابتعاد عن طرح المواضيع المتنازع عليها، وتجنب الضجيج أثناء وجبات الطعام. وكذلك الابتعاد عن كل ما يزيد من القلق والتوتر النفسي أثناء الوجبات. وتجنب الوجبات السريعة، والوجبات الدسمة والوجبات المحتوية على كميات كبيرة من البهارات والفلفل الحار. كما ينصح أخصائيو الجهاز الهضمي بتناول كميات من الألياف الطبيعية والمتوفرة في كثير من الفواكه، والخضراوات وتناول السلطات المتنوعة. نصائح تهمك إن إيجاد التوازن بين النظام الغذائي الصحي والأنشطة البدنية على مدار اليوم من الأمور الهامة للمحافظة على الصحة، وتساعدك الخطوات التالية نحو حياة صحية: - قم بتوزيع كمية الطعام على مدار اليوم، فالتحكم في كمية الطعام التي تتناولها وتقسيمها إلى كميات صغيرة على مدار اليوم مع زيادة النشاط البدني. - عند الطلب من المحلات: جرّب أن تطلب بعض الأطعمة الصحية، مثل سندوتشات الدجاج المشوي، السلطات غير المتبلة منخفضة السعرات، الفواكه الطازجة، والعصائر الطبيعية، وابحث عن الأطعمة التي تحتوي على كمية قليلة من الصوديوم. - عند تناول الطعام في المنزل: تناول الخضروات والفواكه الطازجة مع وجبتك الأساسية وأشرب اللبن منخفض الدسم كبديل عن المشروبات الأخرى. - التمارين البدنية: اختار أي نشاط بدني يناسب نمط حياتك وواظب على ممارسته