اقتربت شمس النصر من منصات التتويج من اي وقت مضى واصبح الفريق يسعد عشاقه بانتصاراته المتتالية التي لم تكن هي فقط مصدر الفرح، انما الروح العالية والشخصية الجديدة والقدرة على الخروج فائزا في اكثر من لقاء، والامر الذي عزز من ثقافة الفوز لديه مدربه وادارته ولاعبيه وجماهيره التي تنتظر الحصاد "الاصفر" مع نهاية الموسم، وترى ان كأس ولي العهد هو الاقرب لأن تحتفل به جماهيره الكبيرة التي صبرت فترة طويلة بعيدا عن البطولات منذ بطولة كأس الاتحاد عام 1418ه اذا ما ابعدنا كأس الأمير فيصل للفرق الاولمبية قبل خمسة اعوام من سجلا الفريق الأول، وللأمانة فالنصر لديه مدرب متمكن يعرف متى يهاجم ومتى يدافع ومتى ينتقي التشكيلة المناسبة والعناصر التي تنفذ طريقته بكفاءة عالية، فضلا عن الجهاز الاداري المتمكن بقيادة الخلوق سالم العثمان، يدعمهما في ذلك ادارة منحتهما الصلاحيات كافة وهو ما جعلهما يؤديان عملهما بارتياح كبير بعيدا عن اي مضايقات. اما الادارة النصراوية بقيادة الامير فيصل بن تركي فعلى الرغم من الانتقادات التي تعرضت لها بعد اكثر من مناسبة ومباراة وتعاقدات فنية وجلب للاعبين الاجانب والمحليين الا انها تحملت وصبرت، وانصرفت الى العمل اكثر من الاقوال والتصريحات والوعود خصوصا في الفترة الاخيرة، ربما لأن الفترة فترة عملها اضافت لها المزيد من الخبرة والقراءة الجيدة لحال الفرق ووضع فريقها وواقع المنافسات والمنافسين بصورة عامة، حتى العزوف الشرفي لم يؤثر عليها ويمنعها من التقدم خطوات نحو تنفيذ سياستها الرامية الى اعادة "فارس نجد" الى البطولات، والنتائج الماضية والانطلاقات القوية والاندفاع الموزون للفريق ينبئ بهذه العودة. وعلى صعيد العناصر فالفريق اصبح يؤدي كمجموعة متناغمة شعارها الجماعية وتوزيع الادوار الدفاعية والهجومية طوال اللقاء، يدعمها في ذلك العمل الفني الكبير والعلاقة المتميزة مع المدرب الاوروجوياني دانيال كارينيو الذي اصبح صديقا للاعبين قبل ان يكون قائدا فنيا لهم، وهذا رفع من معنوياتهم وابعد عنهم روح الاحباط وعزز فيهم روح الإرادة والتطلع الى مستقبل افضل بعد نهاية كل مباراة، وفي وقت كان النصر لا يجرؤ على المبادرة في الهجوم وتعديل النتيجة اذا تقدم عليه الخصم في اعوام مضت خصوصا التي شهدت تغيير اكثر من مدرب واكثر من لاعب اصبح الان هو من يلحق بالخصم اذا سجل هدف السبق وقد شاهدنا ذلك اكثر من مرة، ونادرا ما يخرج خاسرا. وعطفا على هذه الصورة العامة والجميلة للنصر فنظن ان حملة انتصاراته في دوري "زين" وكأس ولي العهد ستستمر امام الهلال خصوصا اذا ما وضعنا في الاعتبار ان هناك انسجاما اصفر كبيرا ولاعبا اجنبيا مميزا هو البرازيلي باستوس وإرادة قوية على كسر "السيطرة الزرقاء" منذ اعوام، في المقابل لا تنبئ شخصية "الزعيم" التي ظهر بها امام الاتفاق والاخطاء الدفاعية القاتلة على الخروج حتى بالتعادل وربما تكون مباراة بعد غد (الاربعاء) بداية الابتعاد عن الصدارة، ما لم يكن هناك تعديل للاوضاع المائلة التي تزداد بين الفترة والاخرى وتضع الجماهير في دائرة القلق من مستقبل غامض.