يتحدد الطرف الثاني في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال مساء اليوم، عندما يحل النصر ضيفاً على الفتح في الاحساء لحساب إياب دور الأربعة، وكانت مباراة الذهاب انتهت لمصلحة النصر بهدفين من دون رد، ما يمنحه جملة من الفرص لخطف البطاقة الثانية في نهائي المسابقة وملاقاة النادي الأهلي في المواجهة الختامية يوم الجمعة المقبل. تبدو مهمة النصر سهلة إلى أبعد الحدود، إذ يحتكم إلى فرص عدة تصل إلى الخسارة بفارق هدف، أو بفارق هدفين شريطة أن لا تكون بهدفين من دون رد، ففي هذه الحالة ستمتد المباراة إلى شوطين إضافيين، وقد تصل إلى ركلات الترجيح. النصر قدم نفسه في هذه المسابقة بصورة مختلفة تماماً، إذ أقصى بطل الدوري الشباب، عندما ألحق به الخسارة ذهاباً وإياباً، وكسب الفتح في المباراة السابقة بأقل مجهود، وبات مرشحاً فوق العادة لمواصلة المشوار نحو النهائي الكبير، والجماهير الصفراء باتت تعول الشيء الكثير على المدرب الكولومبي ماتورانا لإعادة الفريق إلى منصات التتويج، خصوصاً أنه نجح في إيجاد هوية فنية للخطوط الصفراء، وأصبح النصر يلعب وفق منهجية على المستطيل الأخضر، وعادة الروح للاعبيه. الكولومبي ماتورانا حرص على إراحة بعض العناصر الأساسية، بحكم أن فريقه بات قريباً جداً من بلوغ المواجهة الختامية عطفاً عن نتيجة مباراة الذهاب، إذ فضل ادخار خالد عزيز وإبراهيم غالب للموقعة الأهم أمام الأهلي يوم الجمعة المقبلة، ومتى ما أطمأن على نتيجة المباراة في الشوط الأول لن يتردد في سحب أهم ثلاث عناصر في الحصة الثانية، خشية الإصابات أو تعرضهم للبطاقة الملونة التي قد تغيبهم في المحفل الكبير، ودائماً ما يكون الجزائري الحاج بوقاش وسعود حمود ومحمد السهلاوي أهم الأسلحة الهجومية في أجندة ماتورانا، إذ يجيد الثلاثي قيادة الهجمة المرتدة بكل اقتدار صوب مرمى الخصم، كما أن خالد زيلعي وخالد الغامدي يشكلان دعامة قوية لكل الغارات الهجومية، وان كان الغامدي الأكثر حيوية على الطرف الأيمن، من خلال القيام بالأدوار الدفاعية والهجومية بذات الكفاءة، ومن المنتظر أن يسعى المدرب النصراوي إلى عدم الاندفاع إلى الخطوط الأمامية، والاكتفاء بتكثيف مناطق المناورة، ومحاولة الاستفادة من الهجمات المباغتة للوصول إلى مرمى أصحاب الضيافة، في ظل أفضلية التعادل، أو الخسارة بفارق هدف للفريق الأصفر. في المقابل، يدخل الفتح بحسابات صعبة جداً، ويدرك مدربه التونسي فتحي الجبال أن مهمة فريقه أشبه بالمستحيل، عطفاً على نتيجة مباراة الذهاب، وكذلك الفوارق الفنية التي ترجح كفة الضيوف، وعلى رغم ذلك لن يسلم فتحي الجبال بطاقة التأهل للمباراة الختامية للنصر بسهولة، وسيعمل جاهداً إلى تحقيق المعادلة الصعبة، مستفيداً من أفضلية الأرض والجمهور، ومتى ما تمكن الفتح من تسجيل هدف تقدم في الشوط الأول، سيكون الوضع مختلفاً تماماً في الحصة الثانية، إلا أن ما يخشاه مدرب الفريق أن يلج مرمى فريقه هدف يبعثر الأوراق تماماً، ويمنح الضيوف أحقية التأهل قبل صافرة النهاية. الفتح يزداد قوة عندما يلعب تحت أنظار جماهيره، إلا أن المهمة مختلفة تماماً في هذه المواجهة، فالفريق مطالب بالفوز بهدفين على فريق كبير بقامة النصر، ما يجبر المدرب على تغيير نهجه الفني الذي أعتاد عليه اللاعبين، من خلال تحصين الخطوط الخلفية والاعتماد على الكرات المرتدة، إذ لا يملك خيار سوى الهجوم، ولا شيء غيره منذ أول صافرة، ودائماً ما يكون الحضور الأبرز في مثل هذه المواجهات للشاب ربيع سفياني والكنغولي دوريس سالمو، وأيضاً العائد من الإصابة حمدان الحمدان وحسين المقهوي، وكل ما يخشاه التونسي فتحي الجبال أن يستثمر لاعبو النصر المساحات المتاحة في الخطوط الخلفية في ظل الاندفاع الهجومي لفريقه، ويصلون باكراً إلى شباك محمد شريفي، وتصبح بعد ذلك المباراة خارج سيطرة فريقه تماماً.