قصف الطيران الفرنسي مواقع إسلاميين في كيدال وضواحيها في اقصى شمال شرق مالي ودمر خصوصا منزل زعيم جماعة انصار الدين. وقال مصدر أمني مالي "حصلت ضربات جوية في منطقة كيدال (1500 كلم عن باماكو). وهذه الضربات اصابت خصوصا منزل اياد اغ غالي في كيدال ومعسكرا في المدينة نفسه". واكد ذلك سكان في المنطقة. وقال مسؤولون بوزارة الدفاع الامريكية ان الولاياتالمتحدة وافقت على توفير طائرات صهريج لاعادة تزويد الطائرات الفرنسية المقاتلة والقاذفة التي تهاجم المتشددين المرتبطين بالقاعدة في شمال مالي بالوقود. ويوسع هذا القرار الذي جاء استجابة لطلب قدمته فرنسا في وقت سابق المشاركة الامريكية التي اقتصرت حتى الآن على تبادل معلومات المخابرات وتوفير جسر جوي لنقل وحدة مشاة ميكانيكية فرنسية الى مالي. وقال جورج ليتل المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) في بيان ان وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا ابلغ نظيره الفرنسي جان ايف لو دريان بالقرار الامريكي بتوفير دعم جوي في مجال اعادة تزويد الطائرات بالوقود خلال اتصال هاتفي امس الأول. وقال مسؤول دفاعي امريكي شريطة عدم نشر اسمه ان ثلاث طائرات صهريج امريكية من طراز كيه سي-135 ستقوم باعادة تزويد الطائرات الفرنسية بالوقود حسب الضرورة بما في ذلك الطائرات التكتيكية والقاذفات. وتتمركز الطائرات الامريكية في قاعدة مورون الجوية في اسبانيا. وقال المسؤول الدفاعي ان الولاياتالمتحدة تتوقع ان تشارك الطائرات الصهريج في هذه العملية لفترة اشهر حسب الحاجة. وستعمل هذه الطائرات تحت القيادة الامريكية في افريقيا والتي تنسق التدخل العسكري الامريكي مع الدول الافريقية. من ناحية أخرى، تزاحم النازحون حول أجهزة الراديو بشغف في أحد مخيمات بلدة سيفاري بوسط مالي مساء أمس الأول فيما استولت القوات الفرنسية وجيش مالي على معقل جاو الذي كان يسيطر عليه المتمردون الاسلاميون. وقال أمادو مايجا البالغ من العمر 19 عاما بعد ان نزح عن جاو قبل ثلاثة أشهر "أتوق الى العودة لبيتي." وكان المتمردون في جاو قد أحرقوا مدرسته بعد ان أعلنوا انها مخالفة للتقاليد الاسلامية وجندوا زملاءه في الدراسة للعمل كجنود او لخدمة المتمردين. وأضاف فيما كان رجال آخرون بالمخيم يرتشفون الشاي ويتجادلون حول آخر الاخبار "الآن يراودنا أمل حقيقي." وطفق الاطفال يلهون بالطرقات المتربة في محيط المخيم بينما كانت روائح الطهي وأدخنة المواقد تغشى المكان. وتوحي سرعة تقدم القوات الفرنسية خلال حملتها التي مضى عليها اسبوعان بان قوات الحكومتين الفرنسية والمالية تعتزم الزحف بقوة الى شمال مالي خلال الايام القليلة القادمة لتجتاح معاقل أخرى للمتمردين المرتبطين بتنظيم القاعدة في تمبكتو وكيدال كانت تخضع لسيطرتهم منذ ابريل من العام الماضي. وتقول لجنة حقوق الانسان التابعة للاتحاد الاوروبي إن أكثر من 370 الف شخص نزحوا عن ديارهم جراء القتال منهم 150 الفا لجأوا الى دول اخرى خارج مالي. ويؤوي مخيم سيفاري نحو 500 شخص وهو عبارة عن فناء مدرسة تحول الى منطقة ايواء تابعة لخدمات الاغاثة الكاثوليكية. وتقاطر معظم هؤلاء النازحين من مناطق حول جاو وتمبكتو أكبر بلدتين صحراويتين في شمال البلاد.