تبدأ المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا "ايكواس" غدا ارسال جنود الى مالي ضمن مهمة لطرد مقاتلين على صلة بتنظيم القاعدة من شمال البلاد، وفقا لما أعلنه وزير التوحيد في ساحل العاج علي كوليبالي . وأضاف كوليبالي في تصريح صحفي " بحلول يوم الاثنين (غدا) على الأكثر ستوجد القوات هناك أو ستبدأ في الوصول... نحن بحاجة الى استعادة الجزء الشمالي من مالي الذي سيطر عليه مقاتلون". ويرأس الحسن واتارا رئيس ساحل العاج الدورة الحالية لايكواس. وكان رئيس مالي المؤقت ديونكوندا تراوري اعلن حالة الطوارئ ودعا سكان مالي الى القيام بدورهم في قتال المتمردين. وقال تراوري في خطاب للأمة" حكومة مالي اتخذت قرارا باعلان حالة الطوارئ في كل الاراضي الوطنية. كل رجل او امرأة في مالي.. عليه ان يعتبر نفسه جنديا للامة." ونفذت فرنسا هجمات جوية على المتمردين في مالي عندما بدأت تدخلا عسكريا يستهدف وقف تقدم المتمردين -الذين يسيطرون على الصحراء الواقعة في شمال البلاد- نحو الجنوب. اعلن مسؤول امريكي ان بلاده تفكر في دعم فرنسا في العملية العسكرية في مالي خصوصا بطائرات بدون طيار، مؤكدا ان البيت الابيض «يشاطر (باريس) هدف» مكافحة الارهاب. وابدت الحكومات الغربية ولاسيما فرنسا الدولة المستعمرة لمالي سابقا قلقها بعد ان استولى يوم الخميس الماضي تحالف للمتمردين مرتبط بالقاعدة على بلدة كونا الواقعة وسط مالي وهي احدى البوابات صوب العاصمة باماكو على بعد 600 كيلومتر نحو الجنوب. وقال تراوري "مالي وشعبها ليسوا وحدهم في هذه المعركة ضد الارهاب وكل من يريد ان يفرض علينا ديكتاتورية من العصور الوسطى .. فان "مالي وشعبها ليسوا وحدهم" ضد الذين يريدون قطع ارجلنا وايدينا ويغتصبون نساءنا ويدمرون تراثنا الثقافي." واضاف ان المتمردين تجاهلوا الدعوة للحوار. واضاف "الذين يحتلون مناطق جاو وتمبكتو وكيدال ويتسببون في معاناة شديدة للسكان المحليين لا يزالون يصمون اذانهم عن جهود الحوار. يريدون ان يوسعوا انشطتهم الاجرامية لتشمل البلاد بأسرها واثبتوا ذلك تماما في مهاجمة مواقع تدافع عنها قوات الدفاع والامن في كونا بمنطقة موبتي". من جانبه قال الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند ان بلاده لن تقف مكتوفة اليدين وهي ترى المتمردين يتقدمون صوب الجنوب. وحذرت باريس مرارا من ان الاستيلاء على شمال البلاد في ابريل منحهم قاعدة لمهاجمة الدول الافريقية المجاورة والغرب. وقال رئيس العمليات بوزارة الدفاع المالية ان نيجيريا والسنغال كانتا من بين الدول الاخرى التي توفر الدعم العسكري على الارض. فيما قال وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس ان هذه الدول لم تشارك في العملية الفرنسية. وفي السياق ذاته اعلن مسؤول امريكي ان بلاده تفكر في دعم فرنسا في العملية العسكرية في مالي خصوصا بطائرات بدون طيار، مؤكدة ان البيت الابيض "يشاطر (باريس) هدف" مكافحة الارهاب. وقال المسؤول الامريكي الذي طلب عدم ذكر اسمه ان "الجيش الاميركي يدرس امكانية تزويد القوات الفرنسية في مالي بمعلومات استخباراتية وتموين في الجو واشكال اخرى من الدعم". واشار الى ان العسكريين الامريكيين يدرسون اشكالا عديدة من الدعم بما في ذلك "دعم لوجستي وتكثيف تقاسم المعلومات وهذا يتطلب طائرات اميركية بدون طيار للمراقبة". واوضح ان مسؤولين رسميين فرنسيين في باريس ونظراءهم من الولاياتالمتحدة ودول حليفة يجرون محادثات مكثفة بشأن خطة عمل في مالي، مذكرا بان القوات المسلحة الاميركية تملك قواعد جوية في ايطاليا واسبانيا يمكن استخدامها في تموين الطائرات الفرنسية عند الحاجة. وكان مجلس الامن وافق في قرار يحمل الرقم 2085 في 20 ديسمبر الماضي، على تشكيل قوة تضم ثلاثة آلاف جندي. لكن واشنطن كانت تشكك في جدوى هذه العملية العسكرية وخصوصا في قدرة الافارقة على القيام بها. كما طرحت تساؤلات بشأن تمويلها وشددت على ضرورة تطبيق عملية ديموقراطية في مالي. الى ذلك تلقت زوجة فرنسيس كولومب، المهندس الفرنسي الذي خطف في نيجيريا في 19 ديسمبر ، اتصالا من وزارة الخارجية التي طلبت منها ان "تثق" بالحكومة الفرنسية بعد الاعلان عن التدخل العسكري الفرنسي في مالي. وشقيقة آن-ماري كولومب التي اتصل بها صباح امس مراسل لوكالة فرانس برس هي التي كشفت عن هذا الاتصال الذي تلقته مساء الجمعة. وتحدثت عن "قلق" العائلة. وقالت غيلدا ماربوا ان "شقيقتي تلقت اتصالا من وزارة الخارجية التي طلبت منها ان تحافظ على ثقتها بالحكومة. وقالت لها ان زوجها ليس في مالي. كانت تبكي عندما اتصلت بي لتخبرني بذلك". واضافت "لم نكن على علم بشيء. علمنا لتونا من صحافي نبأ التدخل العسكري الفرنسي في مالي".