قال ضياء الدين بامخرمة سفير جمهورية جيبوتي لدى المملكة في تصريح ل«الرياض» أنه سيتم السماح باستيراد الأغنام من ميناء جيبوتي اعتباراً من شهر فبراير المقبل، وأوضح أن وفداً سعودياً من وزارة الزراعة سيزور قريباً جيبوتي للوقوف على التجهيزات التي اكتملت في أكبر محجر صحي تتوفر فيه كامل الشروط الصحية تؤهله لأن يكون المنفذ الرئيسي لأغنام القرن الأفريقي حيث يستوعب حوالي خمسمائة ألف رأس، وأضاف قائلا: كنا نسابق الزمن للحصول على الإذن بفسح الأغنام الأفريقية القادمة من جيبوتي قبل موسم الحج ولكن الظروف لم تساعدنا على ذلك .. ونأمل أن تتواجد الأغنام الواردة من جيبوتي في مواسم الحج القادمة. وأشار إلى أن ميناء جيبوتي هو المنفذ الوحيد للأغنام المصدرة من أثيوبيا وكذلك للأغنام الصومالية إلا أنه استبعد القيام بتوريد أغنام من الصومال في الفترة المقبلة نظرا لعدم استقرار الأوضاع في هذا البلد. ولفت الانتباه إلى أن الشروط الصحية المطبقة من وزارة الزراعة في السعودية صارمة وشديدة خاصة بعد ظهور حمى الوادي المتصدع في منطقة جازان قبل عدة سنوات وهو الأمر الذي أدى إلى حظر استيراد الأغنام الإفريقية، لكنه أفاد بأن حمى الوادي المتصدع لم تظهر في دولة جيبوتي وإن ظهرت أية حالات في المستقبل فإن المحجر الصحي باستطاعته التعامل معها حيث يتم حجز الأغنام فيه لمدة 21 يوما وتأخذ كل رأس رقما يمثل جواز سفر لفسحها من المحجر عند التأكد تماما من خلوها من الأمراض بالإضافة إلى أن سلطات المحجر الصحي تتولى الرقابة على شحن الأغنام في البواخر لزيادة التأكد من سلامة شحنها وأنها بحالة صحية مؤهلة للتصدير للخارج. وتوقع السفير بامخرمة أن يتم تصدير حوالي مليون رأس سنويا من الأغنام الأفريقية بواسطة ميناء جيبوتي إلى الموانئ السعودية نظرا للاستقرار الذي تشهده جيبوتي وتمتعها بموقع إستراتيجي يسمح بمرور الأغنام الأفريقية عبر مينائها.في غضون ذلك عبر عدد من كبار تجار الأغنام في السوق السعودي عن تفاؤلهم بقرار السماح باستيراد الأغنام الأفريقية عبر ميناء جيبوتي وقال أحد هؤلاء في اتصال هاتفي مع «الرياض » ان تجار الأغنام طالبوا معالي وزير الزراعة عدة مرات بالنظر في قرار منع استيراد الأغنام الأفريقية لما أحدثه ذلك من خلل في توازن الأسعار في السوق وتأثيره في سرعة استهلاك الإنتاج المحلي حيث ان الأغنام الصينية مثلا لا تجد الإقبال بسبب ضعف صوتها وكذلك أغنام الأرجواي ورومانيا في حين أن الأغنام الأفريقية تتميز بقرب مستواها من الإنتاج المحلي وتساهم في خفض الأسعار في سوق المواشي الحية بالإضافة إلى أن قرب ميناء جيبوتي يجعلها تصل سريعا إلى ميناء جدة وميناء جازان دون أن تتعرض للعوامل البيئية في عرض البحر مثل ما يحدث مع بقية الأغنام الواردة من دول أخرى حيث يتراوح سعر الأغنام الأفريقية بين 200و250ريالاً، وأشار إلى أن السوق السعودي هو أحد أهم الأسواق في استيراد واستهلاك المواشي بالنسبة للدول التي تصدر أغنامها للخارج. وفي سياق متصل استفسرت «الرياض» عن موقف السفارة الأسترالية في المملكة من السماح باستيراد أغنام أسترالية عبر موانئ الخليج العربي والأردن خاصة وان الحكومة الاسترالية كانت قد علقت تصدير الأغنام للسوق السعودي العام الماضي على خلفية رفض شحنة مصابة بالجدري المائي فرغت لاحقا بعد رفضها من عدة موانئ في إرتريا، فأفاد المسئول التجاري بالسفارة أن الحكومة الأسترالية ترحب باستئناف تصدير الأغنام بشكل مباشر إلى الموانئ السعودية على أن يكون ذلك وفق مذكرة تفاهم مع المسئولين في وزارة الزراعة السعودية. إلى ذلك يشار أن أسواق الأغنام في جدة ومكة المكرمة تشهد هذه الأيام حركة مكثفة يتم خلالها ضخ كميات كبيرة من أغنام مربي الماشية من الإنتاج المحلي التي يصل سعر الرأس الواحدة منها إلى 750 ريالاً، بالإضافة إلى الكميات الكبيرة التي يتم استيرادها من الأرجواي والصين التي يتراوح سعر الرأس الواحدة منها بين 300 إلى 350 ريالاً، في حين يتزايد الإقبال في السوق على الأغنام السودانية السواكني بشكل ملحوظ حيث يصل سعر الرأس الواحدة منها إلى 400ريال. وقدرت أوساط السوق حجم الطلب على الأغنام خلال موسم الحج بحوالي2,6 مليون رأس منها 600 ألف رأس يستهلكها مشروع الهدي والأضاحي التابع للبنك الإسلامي للتنمية حيث من المنتظر أن يقوم المتعهدون بتأمين هذه الأغنام في غضون الأسبوع القادم إتمام تسليم الكميات التي تعاقد البنك معهم عليها تمهيدا لقيام البنك بإجراء الكشف الصحي عليها ونقلها إلى المجازر المخصصة لها. وتجدر الإشارة إلى أن الدولة تدعم أسعار استيراد الشعير لتشجيع المزارعين ومربي الماشية على زيادة إنتاجهم المحلي من الأغنام والأبقار والجمال لدعم الثروة الحيوانية المحلية حيث لا يزال الإنتاج المحلي محدوداً ولا يغطي الاحتياجات المتزايدة في السوق.