أظهرت النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة القرقيزية فوز رئيس الجمهورية بالوكالة كورمان بك باكييف بأغلبية ساحقة من الأصوات بعد فرز قرابة 99٪ من الأصوات حيث أعلنت مصادر اللجنة المركزية للانتخابات حصوله على نسبة تقارب 90٪ من مجموع الأصوات التي فرزت - حتى ساعة إعداد هذه المادة - خاصة أن ما تبقى من الأصوات لا يمكن بحال من الأحوال أن يؤثر على هذه النتائج أو نسبها. وقد فاقت النسبة التي حصل عليها باكييف جميع التقديرات التي كانت ترجح فوزه بحوالي 70٪ من الأصوات في حين لم يتمكن منافسوه الآخرون حتى من الوصول إلى 5٪ مما يجعل أي طعن بفرز الأصوات أو تزويرها أمراً نافلاً لا يملك مصداقية عملية. فقد حصل المنافسان الرئيسيان أكبر علي إيتكييف «رئيس اتحاد رجال الأعمال والصناعيين» وتورسون باكر أوولي ممثل حقوق الإنسان في قرقيزيا على قرابة 4٪ من مجموع الأصوات كل على حدة في حين لم يتجاوز المرشحون الآخرون مع مفارقات بسيطة حتى نسبة واحد بالمائة وهي أيضا نسبة أصوات من صوت ضد الجميع. ويرجح أن يتم حفل تنصيب باكييف رئيساً قانونياً لقرقيزيا أوائل شهر أغسطس القادم حيث تسعى القيادة الجديدة للإسراع في تكريس وجودها القانوني رسميا لا بالوكالة ومن المفترض لتحقيق ذلك أن تقوم المحكمة الدستورية العليا بإصدار قرار يؤكد شرعية الانتخابات خلال أسبوع من تاريخ الإعلان الرسمي لنتائجها والنظر فيما إذا كانت هناك طعون وإعطاء تقييم قانوني لها يلي ذلك اجتماع للبرلمان يكرس للنظر في نتائج الانتخابات والمصادقة عليها وبما أن البرلمان القرقيزي حاليا في إجازة العطلة الصيفية فإن الأمر سيستدعي على الأرجح عقد جلسة استثنائية طارئة لهذا الغرض. وقد عبر الرئيس بالوكالة باكييف عن ارتياحه للنتائج الأولى للانتخابات مؤكدا أن سيرها كان نموذجيا وأن المواطنين أدلوا بأصواتهم بحرية تامة . نذكر هنا بان مئات من المراقبين الدوليين وممثلي الإعلام والصحافة قد تابعوا سير هذه العملية الانتخابية التي اعتبرها ميخائيل مارغيلوف رئيس اللجنة الدولية في مجلس الشيوخ امتحانا لمدى قدرة القوى السياسية الجديدة في قرقيزيا على تجاوز الأزمة وتكريس الاستقرار في هذا البلد . من ناحيته، تعهد القائم باعمال الرئاسة في قرقيزستان كورمان بك باكييف بان يغير مستقبل بلاده الفقيرة بعد ان فاز بالرئاسة بأغلبية ساحقة في الانتخابات الرئاسية التي اقرها مراقبون دوليون والتي أكدت موافقة الشعب بالاجماع على «الثورة الشعبية» التي قادها في مارس «اذار». وقال باكييف أمس الاثنين لرويترز وقد ظهر عليه اجهاد ليلة بلا نوم «تشكيل حكومة جيدة تعمل لصالح الامة هو شيء على درجة كبيرة من الاهمية من البداية.» وصرح بانه سيفي بوعده ويجعل فيليكس كولوف الرئيس السابق لجهاز الامن رئيسا للوزراء. وأعلن مراقبو منظمة الامن والتعاون في اوروبا أمس الاثنين ان الحقوق المدنية والسياسية للناخبين «احترمت بشكل عام» في انتخابات قرقيزستان الرئاسية وان الانتخابات اظهرت تقدما ديمقراطيا ملموسا. وقال كيمو كيلجونين أحد أعضاء بعثة المنظمة في قرقيزستان في بيان «الانتخابات مثلت تقدما واضحا على الرغم من تدهور كفاءة العملية الانتخابية خلال مرحلة فرز الاصوات.» وأعلن رسميا فوز باكييف القائم باعمال الرئاسة باكثر من 90 في المئة من الاصوات في انتخابات الاحد والتي اجريت بعد الاطاحة بالزعيم المخضرم عسكر أكاييف في ثورة شعبية في مارس «اذار» الماضي. وحث الغرب قرقيزستان الجمهورية السوفيتية السابقة على اجراء انتخابات حرة وعادلة لاضفاء الشرعية على قادتها الجدد ولتكون مثالا جيدا للديمقراطية تحتذي به الدول المجاورة. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس ان روسيا «ترحب بنتيجة» الانتخابات الرئاسية في قرقيزستان التي شهدت فوز الرئيس بالوكالة كورمان بك باكييف وتامل في ان تؤدي الى «استقرار الوضع» في قرقيزستان وكل آسيا الوسطى. وقال لافروف امام الصحافيين «نرحب بنتائج هذه الانتخابات» مضيفا «ونشيد بواقع ان الانتخابات جرت بدون حوادث وبدون انتهاكات خطيرة» واضاف «نعتقد ان هذه النتيجة ستتيح استقرار الوضع في قرقيزستان وان ذلك سيؤثر بطريقة ايجابية على الوضع في آسيا الوسطى».