بين سكنات ما حولك ونفحات النفس التي تؤنسك، تتهاوى خلايا الذاكرة وتتكشف تلك الذكريات التي تمت أرشفتها في الخلايا المجهرية، لتعود مجددة احداث مضت، هي نعمة تستوجب الشكر وتدعو للتأمل و المهم المحاسبة، ما أجمل أن تستمع لموال حزين يزحزح ذلك الجمود اللابن لقلاع الذاكرة ، حينها تسترجع جميع لحظاتك. تعيشها في خلوتك، ويرافقها الخيال و لا يتخلى عنها ذلك القاضي الروحي الذي بداخلك، يصنع دراما مميزة لتعرف الخطأ، وتعلم من أنت ؟ وما مصيرك ؟ فيصحو الإنسان الذي بداخلك وتصطف قيمه حول صورتك الإنسانية التي تيقظت في لحظة الانفراد وتجمع نبلها. فكل فرد بحاجة لخلوة مراجعة، كمراجعة الميزانية للشركة او الدولة، ففيها تتبين مكاسبك وخسائرك، فيها يتضح من يحاول إفسادك، ومن يريد إصلاحك. لن يكون الوقت مهدراً عندما تكون لوحدك، في صومعة أفكارك وبين سلال صنائعك، هي زلزلة بسيطة قد تكون هادئة وقد تكون عنيفة ولكن عندما تبدأ مع نفسك بجدية و بصراحة! شفافية: تلك الكلمة الحالمة التي تكون كسحابة بيضاء جداً، لا يخالطها لونٌ آخر، هذا تصورها البسيط في ذهني وأذهان الكثير من الناس، أستَخدْمهَا كثيراً عندما تواجه نفسك وأخطاءك ، فربما يظهر إبليس التبرير لإفعالك. تخيلوا في هذا اللحظة المنفردة وأنت تمارس طقوسها، و بالطبع لا هروب من تلك الرقابة الآلهية الدائمة لهذه الصحوة الزمنية البسيطة أو غيرها، تخيلوا ما قد سيعقبها من تحول وتجديد! تخيلوا أيضاً لو طبق هذه الخلوة كل مسؤول على هرم أي مسؤولية، والوزير والقاضي والموظف ورجل الشرطة وكل الناس باختلافاتهم، حتى المجرمين؟! كيف ستكون النتيجة لعملٍ بسيط و متكررٍ كطعامك، أزعم أن الصورة وضحت في مخيلاتكم، وبدأتم النزوح بالتفكير قليلا عن رتم الحياة الشاغل. سأجيبكم بتصورات، هناك من يظلم، ولكن لم يختلِ بنفسه ويطرح سؤالا لماذا أظلم وإلى أين سيأخذني ظلمي، وهناك من يسرق ولكن هل تساءل هل متعتي المتقطعة ستكون دائمة، وهل سترتاح يدي و يهدأ عقلي جراء تصرفي! وسيفكر الجاهل و يسعى للفهم والتعلم، فأول التدبر تفكر، وبعد التفكر يأتي البحث والتعلم! هيا لنمارسها كالرياضة أو كالتعلم، فإذا بُدىء العلم بسؤال لكي يخدمنا وينير لنا دروبنا، أليس حقاً أن نباغت أنفسنا بأسئلة لكي نقومها وننيرها في الداخل!