هي ما زالت تذكر اللحظات الأولى لمعرفتها بأنها ستكون أماً للمرة الأولى، بل وتذكر الساعة الثالثة والدقيقة الثانية والعشرين مساءً عندما أخبرتها دكتورة النساء والولادة بالمستشفى أنها ستصبح أماً بعد تسعة أشهر. هكذا قالت مها إبراهيم ل «الأسرة» لحظة شعورها بركلة طفلها بين أحشائها الآن وهي في شهرها السادس، وأضافت أنها لم تكن تعرف هذا الشعور من قبل، ولم تعلم أن عاطفة الأمومة ستكون كبيرة بداخلها منذ لحظة الحمل الأولى، وتابعت قائلة: الركلة الأولى من طفلي تزيد شعوري وأختبر بها صدق إحساسي الذي شعرت به منذ البداية. «الأسرة» ترصد مشاعر المرأة في حمل الأول، وتحاول أن تقترب لتعرف الفارق بين شعورها قبل الأمومة وبعد أن تشعر بنمو كائن صغير بين أحشائها.. أمومة تتسلل تصف نور محمد، وهي سيدة حامل في الشهر الرابع: أن الفتاة تعلم بأنها ستكون حاملاً يوماً ما ولكنها لم تعش الإحساس ذاته مثل باقي الأحاسيس التي تمر بها الفتاة مثل الكره والحب وغيرهما. وتابعت: شعور المرأة بالحمل الأول لها وبأنها ستصبح أماً بعد أشهر ينمي لديها إحساسا لا أعلم من يأتي فجأة أو كيف استطاع أن يتسلل إلى أعماقها رغم معرفتها بأنها أم بنفسها وبمشاعرها إلى أنها أحست بها تزداد يوماً بعد يوم حتى يكتمل ذلك الشعور بعد احتضانها لطفلها الأول. ولادة الخوف من جهتها قالت عبير علي، وهي حامل في شهرها الثامن: شعرت بازدياد عاطفتي تجاه زوجي وبحبي له بعد حملي، وتابعت: لقد حلمتُ طويلاً قبل زواجي بأن أكون أماً، وكيف سأرعى ابني أو ابنتي في حين أنني لم أتخيل زخم هذه المشاعر التي باتت تتملكني عندما علمتُ بحملي. وذكرتُ حينها كلمات أمي حينما كانت تخاف على أخي لتأخره خارج المنزل وكنت أستغرب من كل ذلك الخوف الذي يسكن عينيه وعلمت الآن ما هو ذلك الشعور بعد حملي. أحاسيس مرحلية ومن جانبها قالت دكتورة النساء والولادة بمستشفى اليمامة الدكتورة مريم المنذري: إن المرأة في الشهور الأولى من الحمل تكون درجة الشعور والإحساس عالي لديها إضافة لكونها تظل تتحسس أماكن جنينها ظناً منها بأنها ترقبه أو تشعر به وتلمسه، وأضافت دكتورة المنذري أن الثلاثة شهور الأولى للحمل تكون الفرحة والسعادة تغلب على المرأة لدرجة أنها ترقب أي كلمة أو برنامج يتحدث عن الحمل، وتتخيل حركة الجنين ببطنها. أما في الشهور الثلاثة الوسطى فتتبدل فرحة الحامل بقلق بسيط ينتابها وتبدأ بالقراءة عن الحمل وآلامه والشعور به، في حين أن الثلاثة شهور الأخيرة تبدأ مرحلة الرعب تسيطر عليها كُلياً، وتترد على المستشفى للسؤال كيف ستكون الولادة وكيف سيكون الإجهاد في أول ولادة، لدرجة أن الحامل للمرة الأولى تظل تفكر وتسأل طبيبتها: هل يوجد احتمال بأنني أموت أثناء ولادتي ويعيش الوليد، وهي أحاسيس طبيعية تعتاد عليها المرأة بعد ذلك مع تكرر الحمل.