رأيت موضوعاً جميلاً فى إحدى صحفنا عن المرأة.. وكنت مع مجموعة من الطالبات فدفعني حبي لمشاركة الآخرين أي غذاء معرفي أن أطلب من الطالبات الاطلاع على الموضوع. دفعت بالصحيفة لمن كانت أقربهن فى الجلوس بالنسبة لي لكنها لم تعط الموضوع قيمة وأعطت الصحيفة لمن تجلس بجانبها وهكذا دارت الجريدة بين الطالبات في مدة وجيزة لا تتعدى الدقائق دون أن يكون لدى إحداهن أي فضول لقراءة الموضوع!!. الى أن وصلتني الصحيفة - وبسرعة فائقة - في النهاية كما هي!!. جمعت ورقي وحزني ودهشتي وخرجت بعد انتهاء المحاضرة أتساءل أي غلطة ارتكبتها؟ هل كنت حسنة النية أو ساذجة عندما اعتقدت أننا شعب يقرأ؟ نسيت المعضلة والتخلف الذي تعيشه أمتنا وشعوبنا العربية!!. نسيت أننا لا نعوّد الفرد منذ نعومة اظفاره على حب الكتاب، ومدارسنا لا توجد بها مكتبات شاملة كافية ليس هناك حصص للقراءة، والأسرة لا تشجع أبناءها على اقتناء الكتاب!! الأم والأب لا يقرآن لأولادهما منذ طفولتهم .. الكتاب لا يدخل كثيراً ضمن الهدايا التى نقدمها لأطفالنا!! فى أحيائنا لا توجد مكتبات عامة!! وإن وجدت فهي مهملة وشبه مهجورة!! وهو وضع مؤلم خاصة أن القراءة مهمة جداً.. وحتى لا أظلم الطالبات والطلبة فقط فالظاهرة منتشرة حتى بين أعضاء وعضوات هيئة التدريس فمن شب على شيء شاب عليه !!. تقول لي احدى المبتعثات إن من مشاكل الطلاب السعوديين هناك القراءة!!. بمعنى أنهم يعانون أكثر عند تعلم اللغة من مهارة القراءة!!. وهذا مفهوم في ظل بيئة ثقافية لا تحفز على القراءة!!. من ناحية أخرى تحيرني الأعداد الهائلة التي تزور معرض الكتاب سنوياً! هذه الأعداد تجعلني أتفاءل ! ولكنني حقيقة لا أجد علاقة واضحة بين زيادة أعداد الزائرين، وزيادة الوعي والاهتمام بالقراءة!! وما أطالب به ليس القراءة كجزء من المنهج الدراسي، وإنما القراءة في مختلف المجالات المعرفية، وليس بالضرورة أن تكون مشروطة بكتاب، فلست ممن يحصرون المعرفة فقط بين دفتي كتاب! بل حتى قراءة المقالات والمواقع في الانترنت نافعة ومؤثرة. ختاماً، سؤالي الدائم للطالبات في المقابلات التي يجريها القسم لهن، ما آخر كتاب قرأتِه؟! لا تحتار الطالبة كثيرا! فغالبا الاجابة تكون: لا أحب القراءة! وبملامح عابسة ومستنكرة!!. *إضاءة: سئلت عمن سيقود الجنس البشري؟ فأجبت: الذين يعرفون كيف يقرؤون! (فولتير).