حينما قال والد النجم ياسر القحطاني سعيد بن مصلح أمام الملأ وبملء فيه أن ابنه ياسر «رجَّال» ابن رجال , في رده على من وصفه ب«النونو» كان من الواضح من نبرات صوته وقسمات وجهه في تلك اللحظة انه كان يعني تلك الكلمة بكل معانيها ودلالتها خاصة وانها جاءت من رجل قد خبر معنى «الرجولة» والتي تعرف - عادة - في المواقف الصعبة والحاسمة ولهذا قيل قديما «الرجال معادن». ومرت الايام سريعة حتى حانت اللحظة الحاسمة التي اكد فيها النجم المتألق فنا وخلقا ياسر القحطاني انه حينما اعلن عن رغبته في اللعب للهلال قناعة منه ومشورة مع والده وأخيه , وهي اللحظة التي اعلن فيها تنازله عن مليون ريال من نصيبه في الصفقة لرفع قيمة العرض الذي تقدت به الهلال ليصبح «20 مليون ريال» وهو الموقف الذي وجه من خلاله صفعة قوية لمن حاول هز ثقته في نفسه وسعى لتشكيك الآخرين فيه , حيث اكد من خلال ذلك انه اشترى حب الهلال ككيان بتاريخه ورجاله وجماهيره. لقد جاء ذلك الموقف «الرجولي» من النجم ياسر القحطاني والذي لم يصدر منه الا ليدلل من خلاله للجميع ان قراره الذي اتخذه دون رجعة بالانتقال للهلال ولا احد غيره لم يكن قرارا متسرعا ولا غلطة قد يندم عليها , وانما هو قرار «عقلاني» وليس عاطفيا وانه لا زال عند رأيه لم تغيره وعود ولم تغير قناعاته اغراءات. وكأني بالقناص ياسر القحطاني وهو يتنازل عن مبلغ المليون ريال من حصته في الصفقة قد وجه بذلك اكثر من سهم في غير اتجاه , فالسهم الاول كانت في مرمى الاتحاديين الذين لا زالوا يتوهمون ان ياسر قد تغره الملايين التي يسيل لها اللعاب وتنحني لها «بعض الرؤوس» بعد ان اوصلوا الصفقة كما يؤكدون الى «50 مليون ريال» ليقول فيها لهم :«وفروا فلوسكم»!!. اما السهم الثاني فهو موجه لادارة ناديه التي اعتقدت ان رغبة ياسر قد تتبدل وتتغير حيث ظلوا يؤكدون على ذلك منذ ان اعلن اللاعب عن رغبته وحتى الايام الاخيرة وهم يلوحون بين حين وآخر بشيك ال«50 مليون ريال» المصدق!!. وأما السهم الثالث فهو مسدد نحو الهلاليين وفي مقدمتم اعضاء شرف النادي ورجالاته الذين قدم لهم ياسر من خلال موقفه الشهم عربون محبته الخالصة للهلال والتي تحتاج منهم الى تثمين حقيقي خاصة وان مثل هذا الموقف لم يبده بعض الهلاليين الذين تشربوا حب الهلال منذ نعومة اظافرهم. ويظل اقوى سهم في موقف ياسر القحطاني هو ذلك الذي رماه في وجه احمد الدوخي لاعب الهلال السابق والاتحاد الحالي حاملا له من خلاله رسالة مفادها ان الهلال يشترى ولا يباع خاصة وانه وبحسب البلوي قد انتقل للاتحاد بمبلغ اقل من المبلغ الذي عرضه عليه الهلاليون .!! لقد جاء موقف ياسر القحطاني الرائع كرسالة مفتوحة لكل اللاعبين وبخاصة الناشئين منهم مفادها ان الاحتراف الحقيقي لا يعني الكسب المادي وحسب كما يروج البعض بل هو ابعد من ذلك بكثير وأن القيم والمبادئ لا تشترى بالمال.!!