أظهرت صفقة انتقال مهاجم القادسية الدولي ياسر القحطاني والتي تقوم بإدارة دفتها إدارة نادي القادسية ان الأخيرة تملك من فنون التسويق والذي بات علما متسخدما بشكل او بآخر في سوق احتراف اللاعبين الكثير بدليل انها وحتى آخر إعلان للادارة القدساوية اظهرت فيه ان مؤشر الصفقة بلغ 42 مليون ريال من خلال العرض الاخير الذي تقدمت به ادارة الاتحاد والذي توزع ما بين سيولة نقدية محددة ب «25 مليون ريال» وأخرى عبارة عن التزامات مادية تقدم بشكل منفرد خارج دائرة القيمة النقدية للصفقة وهو ما يكشف حقيقة ان القيمة الفعلية للصفقة ربما تصل الى سقف ال «50 مليون ريال» هذا إذا ما اضفنا لها حصة اللاعب ياسر القحطاني والتي لم تذكر - اصلا - في العرض القدساوي، ولا نعرف - حقيقة - هل ان حصة اللاعب سقطت سهوا او عمدا باعتبار ان الاتفاق مع اللاعب سيكون خارج دائرة المفاوضات مع ناديه، لكن ثمة سؤال بدا حائرا وسط كل تلك الارقام وهي هل العرض الاتحاد فعلي ويدخل ضمان السباق الاحترافي الذي يجمعه مع الهلال منافسه الآخر على خط المفاوضات أم هو حيلة «احترافية» أوطعم أراد من خلاله الاتحاديون ان يبلعه الهلاليون بعد ان تأكدوا ان طريقهم للفوز بصفقة اللاعب اصبح مسدودا بعد ان اعلن اللاعب علانية وامام الملأ وبما لا يترك مجالا للتأويل او التحريف انه قرر وبعد دراسة مستفيضة «إما الانتقال للهلال او البقاء في القادسية» ولم يعط اي خط للرجعة بايجاد احتمال ثالث حيث ذهب الى ما هو ابعد من ذلك حينما اكد انه لم ينظر للمادة - مطلقا - حينما اتخذ قراره وانما نظر الى أمور كثيرة سيجدها في الهلال ولا يمكن ان تتأتى له في الاتحاد !!. وتتوالد الأسئلة وحينما طرحنا السؤال هل العرض الاتحاد فعلي ام مجرد حيلة، حاولنا بانفسنا ان نجد له حلا خاصة وان سؤالنا لم يكن من وحي الخيال وانما نقلناه من جملة احاديث الشارع الرياضي، ولم نجد افضل من العرض الاتحادي المقدم لنسبر اغواره ونتعرف على مضامينه التي حملتها بنوده لتتكشف لنا بعض الحقائق ولكن ما خفي كان اعظم!!. صيغة العرض لعل اول ما يلفت الانتباه في العرض الاتحادي انه بدا واضحا بانه لم يكتب بيد اتحاديه وإن تمت طباعته على الأوراق الرسمية لنادي الاتحاد بدليل ان من صاغ بنود العرض بدا واضحا انه يعرف دقائق الامور في نادي القادسية واحتياجاته الى درجة معرفته بتفاصيل التفاصيل والتي قد تخفى حتى على بعض المسؤولين في الادارة القدساوية، وإلا ماذا يعني ان تحمل البنود احتياجات النادي في لعبة كرة القدم وكرة اليد وكرة السلة فضلا عن دعم الاستثمارات التجارية للنادي وفوق هذا وذاك المساهمة في تجديد مرافق النادي الحالية وكذلك مرافقة الجديدة، والأدهى من ذلك ان العرض حمل جوانب تؤكد حقيقة ان العرض انما تمت صياغته في نادي القادسية بدليل انه تناول شؤون فريق كرة اليد بشيء من التفصيل تظهر مدى معرفة من قدم العرض بشؤون الفريق القدساوي بل ومعرفته بتفاصيل نظام التعاقد مع اللاعبين الاجانب واعارة اللاعبين المحليين في لعبة كرة اليد بحيث حدد عددهم بلاعبين اثنين اجنبيين و مثلهما محليان وذلك كما جاء في البند رقم 6 حيث يقول: «دعم فريق كرة اليد بإعارة لاعبين محليين وعدد 2 (أجانب) على مستوى عال إضافة الى تحمل تكاليف معسكر اعداد للفريق قبل بطولة كرة اليد الآسيوية بقيمة 0,5 مليون ريال»!!.مما حدا بأحد الظرفاء إلى وصفه بعرض (المقاضي) للشبه بينه وبين ورقة (المقاضي) الخاصة بالبيت على طريقة رز ومكرونة وشاي وسكر وغيرها. الإعارة علامة استفهام أكبر ولعل من بين بنود العقد والتي تترك علامة استفهام هو البند الثاني في العرض والذي يتعلق بالبند المتعلق بإعارة خمسة لاعبين مع تحمل تكاليف اعارتهم لمدة سنتين حيث يقول البند: «الموافقة على اعارة اللاعبين الذين تم طلبهم من قبل ادارة القادسية لمدة موسمين وعددهم خمسة لاعبين مع استعدادنا لتحمل تكلفة اعارتهم واجورهم ب 3,5 ملايين ريال» وهنا يأتي السؤال وهو كيف سيستطيع الاتحاديون ومعهم القدساويون تجاوز لوائح الاحتراف وما يتعلق بنظام الاعارة والتي تحدد عدد اللاعبين المعارين بثلاثة لاعبين في الموسم الواحد الا ان يخرج علينا أحدهم ليقول بان الاعارة ستكون مقسمة على موسمين بواقع ثلاثة الى اثنين خلال موسمين وهو ما سيفتح ابواب اخرى للاسئلة ننتظر طرحها عند خروج مثل تلك الاجابة!!. وأيضاً هل يستحق المعارون هذه القيمة أم أنهم لا يستحقون ربعها إذ ليس من العقل أن يعير الاتحاد نجومه الجيدين لغيره!! الدعم الشرفي ومربط الفرس!! ومن بين البنود التي تثير الغبار في العرض الاتحادي هو البند رقم 10 والذي ينص على «تقديم دعم سنوي من قبل اعضاء شرف نادي الاتحاد» حيث يدل هذا البند على ان قيمة الصفقة مفتوحة وغير محددة بسقف فهي قد تصل الى 100 مليون ريال طالما ان إدارة الاتحاد لم تحدد مدة هذا الدعم ولا قيمته، وهو ما يسقط ايضا قانونية هذا العرض، فمثلا هل يستطيع اي رئيس قدساوي قادم سواء جاسم الياقوت او غيره ان يلزم الاتحاديين يوما ما بالدعم المتفق عليه وان سلمنا واستطاع الزامهم فهل سيلزمهم بقيمة محدده فقد يكون هذا الدعم بعد اعوام ريالا واحد!!. تعجيز أم ماذا؟! ومن الواضح جداً انه وعلى الرغم من ضبابية العرض الاتحاد سواء من حيث صياغته أو من حيث «الفنتازيا » الذي تحويه وفوق هذا وذاك ما كشفناه بانه لم يصغ بأيدٍ اتحادية فإنه من الواضح جدا بأن الهدف منه اغلاق باب الدخول على أي ناد آخر غير الاتحاد خاصة بعد تصريح ياسر والذي أحرج فيه ادارة ناديه باعلان رغبته في الانتقال للهلال وهي التي ظلت تردد بان اللاعب يدرك تماما ان مصلحته من مصلحة ناديه، في حين بدا واضحا ان مصلحة اللاعب غير مصلحة ناديه تماما، وهو ما جعل الادارة القدساوية تغير من لهجتها بدليل ان الرئيس القدساوي صار يتحدث عن مصلحة الأجيال القدساوية القادمة بعد ان سدد ياسر القحطاني كرة عنيفة في مرماهم!! والواضح أكثر ان توزيع العرض الاتحادي بهذه الصورة التي بدت ان لا حدود لها انما ارادوا من خلاله تضييق الخناق على ادارة الهلال وإلا لماذا وزع الاتحاديون او القدساويون أيا يكن من صاغ العرض قيمة الصفقة بتلك الطريق، والا كان بامكان ادارة القادسية ان تحدد رقما معينا للصفقة سواء كان «42 مليون ريال» او غيره بحيث تتدبر هي أمورها لا ان تفرض عليها قيما معينة في كل بند، فماذا لو انها - مثلا - لم تشأ اقامة معسكر لفريق اليد او التعاقد مع لاعبين اجنبيين لفريق السلة او اصلاح مرافق النادي القديمة وهكذا دواليك!!. وتبقى كلمة الهلال في الاخير وأياً تكن الآلية التي تدير بها ادارة القادسية الصفقة ومدى حقيقة النظرة الاتحادية لها فإن الكلمة تبقى لدى الهلاليين الذي طلبوا مهلة ليوم السبت، فإما ان يبلعوا الطعم ويدفعوا مبلغاً «خرافياً» لكسب اللاعب حيث باتوا ملزمين الآن بتقديم عرض يفوق عرض الاتحاد أي ما يزيد عن «50 مليون ريال» وربما أكثر طالما ان هناك بنداً يتحدث عن دعم اتحادي شرفي مفتوح، وإما أن يقولوا للقدساويين والاتحاديين «الله يهنئكم ببضاعتكم»!! الاتحاد يخشى التوقيع قبل الخميس أكثر ما أثار حماس الاتحاديين نحو تقديم عرض للقادسية بهذه السرعة رغم إدراكهم بأن اللاعب أعلنها صراحة أنه لا يريدهم هو تخوفهم من تأثير الصفقة على معنويات معسكرهم إن تمت وسط ترتيب إعلامي فضائي ومقروء كبير فيما تؤثر إيجاباً على المعسكر الهلالي والجماهير الهلالية خاصة إذا ما كان النجم الدولي (ياسر) أو الحاضرين، والداعمين لفريقه الجديد (الزعيم) إذ وضح تأثر الاتحاديين من إعلان هلالية (ياسر) والتي ربما أفسدت عليهم الفرحة بالدوخي وبالبطولة العربية لذا يهمهم ألا توقع الصفقة قبل المباراة وبعدها لكل حادث حديث!