اعتاد الفقراء من سكان العاصمة الإندونيسية الذين يعيشون بالقرب من نهر سيليونج، الذي يتدفق عبر جاكرتا، على الفيضانات ولكن اجتياح المياه المباغت لمنازلهم الاسبوع الماضي كان شديدا بشكل غير معتاد. تقول إدناه رياني التي تجلس في مأوى مؤقت على جانب الطريق ممسكة بطفلها البالغ من العمر ثلاثة أعوام "بلغ أرتفاع منسوب مياه الفيضان في منزلي ثلاثة أمتار". وأضافت ربة المنزل (31 عاما) "تمكنت من إنقاذ جهاز التلفزيون وبعض الوثائق المهمة فقط". وتابعت "وما تبقى هلك". وتسبب هطول الأمطار على مدى أيام في الفيضانات الخطيرة التي نجم عنها شبه توقف لصور الحياة في جاكرتا على مدار الأيام القليلة الماضية ومن المتوقع هطول المزيد من الامطار الأسبوع الجاري. وقالت الوكالة الوطنية لادارة الكوارث إن نحو 250 ألف شخص تضرروا جراء الكارثة. واضطر 18 ألف ساكن إلى الفرار من منازلهم كما ارتفعت حصيلة الوفيات، بحسب أحدث بيانات رسمية صدرت أمس الأول إلى 15 شخصا لقى أغلبهم حتفه إما صعقا بالكهرباء أو غرقا. وامتلأ الشارع الذي تعيش فيه رياني بوسط جاكرتا بالثلاجات والأجهزة المنزلية الأخرى التي تم انقاذها من مياه الفيضانات فيما كان الأطفال يتوسلون من أجل الحصول على صدقة من سائقي السيارات. وتحمل سكان مدن الصفيح على طول نهر سيليونج في جاكرتا وطأة المعاناة من الفيضانات على مدى فترة طويلة. ويقول تميمي عمران، وهو مسؤول محلي بأحد الأحياء ، في عام 2007 كانت المنطقة تحت الماء بسبب فيضان شديد اجتاحها المنطقة بشكل مفاجئ. وأوضح عمران، الذي غمرت المياه كوخه البالغ مساحته 25 مترا ويأوي ثمانية أفراد، أن الفيضان القوى الذي اجتاح جاكرتا لم نشهده منذ ست سنوات "حدث ذلك بسرعة كبيرة، ولم يكن لدينا الكثير من الوقت لإنقاذ ممتلكاتنا". وحذرت السلطات من أن الأسوأ لم يأت بعد وحثت أكثر من 250 ألف من السكان المتضررين من المياه على الانتقال إلى ملاجئ مؤقتة. وقال متحدث باسم وكالة الأرصاد الجوية وعلم المناخ والجيوفيزياء "نتوقع هطول المزيد من الامطار حتى نهاية يناير أو حتى منتصف فبراير، لذلك يجب أن نظل في حالة تأهب". وتوقفت حركة المرور في العاصمة جاكرتا تقريبا كما توقفت خدمات الحافلات والقطارات. وقال يوهان فريدي، المسؤول بالوكالة الوطنية لادارة الكوارث: "تظهر خريطتنا أن نحو 50 في المئة من جاكرتا تحت الماء، بمستويات تتراوح ما بين 25 سم إلى 4 أمتار". وكانت محادثات الرئيس سوسيلو بامبانج يودويونو مع الرئيسة الأرجنتينية كريستينا فرنانديز دي كيرشنر تأخرت بسبب ارتفاع منسوب المياه حول قصر الرئاسة حيث كان أقل بقليل من مستوى الركبة.