اطلعت على مقال الكاتب الفاضل ممدوح المهيني في زاويته (حديث الصورة) في صفحة ثقافة اليوم بتاريخ 2 جمادى الآخرة 1426ه - العدد 13528 حيث تطرق فيه الكاتب لما تواردته بعض وسائل الإعلام عبر الإنترنت ورسائل الجوال، حول موضوع العمانية الممسوخة، ومن هذا المنطلق أرجو كتابة تعقيبي على الأخ الفاضل ممدوح لتوضيح بعض الأمور، وهي كالتالي: الحمد لله رب العالمين والذي تتم بنعمته الصالحات، والصلاة والسلام على من بعثه الله بشيراً ونذيراً محمد صلى الله عليه وسلم الذي أدى الأمانة ونصح الأمة وحذرها وأنذرها من مغبة الوقوع في المحرمات، وارتكاب السيئات ثم أما بعد: الأخ الفاضل ممدوح أشكرك على كتابتك للموضوع، وحديثك حول الصورة والتي أثارت جدلاً كبيراً في بعض المجالس، وقد قرأت تعليقكم الكريم حول صورة العمانية الممسوخة، إلاّ أنني استميحك عذراً لمخالفتك الرأي، فأرجو ان تعيرني من وقتك القليل، وان تتقبل نقدي المستند إلى الدليل: كتبت في معرض كلامك العبارة التالية: (في الحقيقة يمكن يصير ولكن ليس في العقل العلمي النقدي الحديث) وتقصد بذلك المسخ وحدوثه. وأنا بدوري اسألك أخي الفاضل ماذا تعني بالعقل العلمي النقدي الحديث؟! وهل يا ترى العقول القديمة تختلف عن عقولنا؟! كتبت في معرض كلامك: (إنما يحدث ذلك في عقل الخوارقيات والمعجزات الذي يمكن ان يصير معه كل شيء وأي شيء مقبولاً، بوش ينقلب إلى باعوضة، شاكيرا إلى غوريلا، أحلام إلى عقرب). وإني بدوري أطرح عليك سؤالاً وأرجو ان تقف عليه ملياً: هل تستبعد وقوع المسخ من الخالق جل وعلا؟! أليس الذي خلق الإنسان من عدم بقادر على مسخه؟! قال الله تعالى: {افأمن الذين مكروا السيئات ان يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون (45) أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين (46)أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرؤوف رحيم} سورة النحل آية (47). إن من يقرأ كتاب الله عز وجل ويتدبر معانيه ويتوقف عليها يدرك تماماً ان وقوع كل شيء جائز، وخصوصاً من يأمن ذلك ويستبعد حدوثه!! ذكرت في كلامك ما يلي: (ان العقول الهائلة هنا التي تتقبل مثل هذه الأحاديث يبدو كأنها واقعة تحت تأثير فكري مخدر.. التي تجعلهم يرون عالمنا المحدد بقوانين طبيعية راسخة كعالم من المطاط الذي يمكن ان تتبدل وتتغير فيه الأشياء بسهولة لذلك يتصرفون في حياتهم وفقاً لهذه الرؤية المهووسة المخبولة.. وأصبح أي شخص قادر على حبك قصة مفزعة عن رجل انقلب إلى جرذ أو أفعى..). ماذا تعني بالعقول الهائلة؟! ألديك أدنى شك بقدرة الله عز وجل في وقوع المسخ؟! ألم يمسخ الله عز وجل (اسافاً ونائلة) إلى صنمين بعد ان ارتكبا فاحشة الزنا داخل البيت الحرام بين الصفا والمروة؟! ألم يمسخ الله عز وجل أصحاب السبت بأن صيرهم إلى قردة وخنازير؟! قال الله تعالى: {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين} سورة البقرة آية (65). أليست الحيات مسخ الجن كما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟! أليس من أشراط الساعة وقوع المسخ؟! عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في آخر الأمة خسف ومسخ وقذف قالت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا ظهر الخبث) رواه الترمذي في سننه. عن نفسي لم أكذب خبر العمانية الممسوخة، ولم أصدقه لأنني لم أشاهده بعيني، إضافة لعدم ثقتي برسائل الجوال، ومنتديات الشبكة العنكبوتية بشكل مطلق، إلاّ أنني أخي الكريم أذكرك بأن الله عز وجل يمهل ولا يهمل، لذا يجب علينا ان نحذر من الوقوع في عذابه، والابتعاد عن أسباب سخطه!! قال الله تعالى: {ولو ان أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون (96) أفأمن أهل القرى ان يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون (97) أو أمن أهل القرى ان يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون (98) افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلاّ القوم الخاسرون} (سورة الأعراف آية (99). ختاماً أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، والحذر من الوقوع فيما يسخطه، أو الوقوع في معصيته، فالله جل وعلا إذا أراد شيئاً إنما يقول له: كن فيكون!! فسبحان الله العظيم الحليم، وسبحان الله العزيز الحكيم، هذا والله أعلم وصلى الله على أشرف الأنبياء وخاتم المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.