استحق منتخبا الإمارات والعراق اللعب على نهائي دورة كأس الخليج الحادية والعشرين، فهما اللذان لعبا وأمتعا وقدما فنوناً متنوعة في اللعبة، إلى جانب النجوم الشابة التي تزخر بها صفوف المنتخبين، كما أنهما يتفقان من حيث مدربي الفريقين ينتسبان لبلديهما. لا يمكن لمتابع أن يشكك في قدرة الفريقين في الوصول إلى النهائي، أو أن يعتبر وصولهما كان محض مصادفة، فهما الفريقان اللذان نجحا في الوصول إلى العلامة الكاملة وهي تسع نقاط في الدور التمهيدي، وهذا مدعاة إلى أن الجميع سيستمع بالنهائي. وصول الفريقين يعني إن إدارة الاتحادين العراقي والإماراتي أتت أكلها عندما اعتمد الاتحادان سياسة إحلال الوجوه الشابة بدلاً من لاعبي الخبرة، ومنح اتحاد الإمارات المدرب مهدي علي الضوء الأخضر في ضم من يشاء وإبعاد من يرى أنه لن يضيف جديداً للمنتخب، ولم يستدع المدرب سوى إسماعيل مطر، واختار جميع لاعبي منتخب الإمارات الأولمبي الذي مثل العرب في اولمبياد لندن الصيف الماضي، وفي المقابل منح مدرب العراق حكيم شاكر الفرصة لهداف الفريق محمود يونس والمدافع سلام شاكر والحارس نور صبري، هذه السياسة المعتمدة على الشباب جعلت مسيري منتخبات المنطقة يعتمدون على النهج ذاته، فالسعودية أقالت مدربها الهولندي فرانك ريكارد وأناطت المهمة بالمستشار لوبيز وبمدرب الشباب سيرخيو بارنياس، فلربما يتكرر مشهد النجاح الإماراتي العراقي في السعودية. نهائي مثالي ومنطقي بين منتخبين انقذا الدورة من تواضع المستويات، وغياب النجوم، وتردي العروض خصوصاً من المنتخبات ذات السمعة خصوصاً السعودية التي قدم فريقها عرضا متواضعاً وغادر البطولة من دورها الأول، ومثله فعل المنتخبان العماني والقطري. مباراة الليلة تحمل في داخلها العديد من النزالات الخاصة فحارس الإمارات علي خصيف وأمامه رباعي الدفاع سيكونون في مواجهة خاصة مع خبرة مهاجم العراق الكبير محمود يونس، وسيعيش وسط العراق تحدياً خاص مع أمهر لاعبي البطولة عمر عبدالرحمن (عموري)، ولا يمكن لمدرب العراق حكيم شاكر أن يغفل عن عموري في أي لحظة من لحظات المباراة، وإلا سيقع في خطأ جسيم، وهناك مباراة خاصة جداً بين هداف البطولة الإماراتي أحمد خليل ووصيفه علي مبخوت وأفضل حارس في البطولة العراقي نور صبري، هذه المنازلات الجانبية ستجعل المباراة ذات قيمة فنية عالية.