كعادتهم استقبل بعض السعوديين دخول المرأة السعودية رسمياً لمجلس الشورى بسخرية. لكنها في هذه المرة لاذعة بعض الشيء قد تضحك سن البعض وقد تلامس جرح أخريات. نكات عديدة لم تخلُ من إبداع. أكثرها رواجاً هي تلك التي أظهرت حافلة نقل "أبو صالح" وقد سارع بإضافة ملصق جديد على سيارته يعلن فيه عن توسع خدماته من نقل الطالبات والمعلمات إلى نقل عضوات الشورى. ومع أن المجتمع برمته متأكد من أن العضوات هن أكثر النساء اللاتي قد ينطبق عليهن اللقب الذي يتغنى به السعوديون كثيراً بأنهن نساء يعشن كملكات ويستدلون على ذلك بالسائق الأجنبي. حتى ولو كان هناك كثيرات ليس لهن سوى "أبو صالح" أو المتوفر من محارم العائلة. لكن الأمل بالتأكيد معلق عليهن بأن يكن قادرات على تفعيل دور المرأة في صنع القرار وتغيير النظرة القاصرة التي يعاني منها الكثير سواء داخل مجلس الشورى أو خارجه، حول دور المرأة وحقوقها في المشاركة في القرار بعد أن كان دورها قاصراً في معظم الأحيان على التنفيذ. وأن لا يضعْن في بعض دوّامات المجلس حول القضايا العائمة والتي أضاعت الرجال فيها قبلهن. وبين ما تنتظره النساء السعوديات منهن وبين ما يتوقعه الرجال منهن قد تطرح أسئلة أهمها وأكثرها حدة هو عن مكانة هؤلاء النساء في مواقع عملهن وخارجه؟ هل لهن نفس الاحترام والتأثير؟ هل سيكسرن حاجز المجتمع أم أنهن سيظللن مجرد (حريم)! ما ستقوم به هؤلاء النسوة في دورة مجلس الشورى الجديدة هو المحك. يجب علينا أن لا نثقل كاهلهن بالكثير من الأعباء حتى نرى شيئا من فعلهن. مهمتهن صعبة لأنهن ينتمين لجيل كان مجتمعه ذكوريا بالجملة ومع ذلك استطاعت كثيرات منهن للوصول لقمم أعلى مما وصل لها رجال من مثل جيلهن. نقطه أخرى لا تقل عن سابقتها أهمية هي ما طرحه بعض رجال هذا المجتمع حول أزواج هؤلاء النساء والتي لا ترتقي لأن تذكر في هذا المقال، لكنها وبكل تأكيد تصب في ما يمكن أن تقوم به عضوات مجلس الشورى حول قضايا العنف الأسري وتعنيف الزوجات أو أكل حقوقهن والتي تتواطأ سلبية المجتمع معها وعدم إنصافه في كثير منها. ثقافة المجتمع وتخوف بعض الرجال من أن يسحب البساط الوثير الخالي من أي مساءلة من تحت أرجلهم بارتقاء النساء وتمكنهن من الوقوف والمدافعة عن حقوقهن هو أول تحد يجابه العضوات في داخل المجلس وبالتأكيد خارجه. فلنحتفل كنساء سعوديات بهذا التقدم ولنرعاه بأمومة حانية لأنه طفل خديج يحتاج لرعاية أكثر في بدايته ليشب ويحقق شيئا أكبر. ولنوحد الدعاء للعضوات ليوفقهن الله ويكن بحجم الثقة الملكية التي منحت لهن لأول مرة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الأب الراعي للمرأة السعودية في هذه المملكة.