سعادة الوطن بتعيين نساء في مجلس الشورى ليست لأن هذه الخطوة ستكون هي « الحل « لكل مشاكلنا وقضايانا، وإنما لأنها الخطوة « الافتتاحية « التي ستعقبها خطوات مكملة يمكن لها - إذا اجتمعت - أن ترسم « خارطة طريق « تقود الوطن إلى « الحلول « وإلى تحقيق كل الطموحات التي يتطلع إليها أفراده .. بإذنه تعالى. من هنا جاء ابتهاجنا جميعاً.. ومن هذا المنطلق باركنا لأخواتنا وبناتنا الشوريات اختيارهن.. وهذا - أيضاً - ما واجهنا به « المتشائمين « الذين سدوا واحات الأمل في عقولهم إيماناً منهم بعقم الإجابة عن تساؤلات على شاكلة « وماذا سيفعلن «؟ ، أو، « وماذا قدم لنا الشوريون حتى تقدم لنا الشوريات ؟ «! هي خطوة افتتاحية يا سادة.. وليست هي آخر الخطوات، ابتهجوا بها أولاً، و أعطوها حقها من التقدير، ثم افسحوا لها المجال لتتعلم « أولاً « ما المطلوب منها، ثم تتعلم « ثانياً « كيف تقدمه، ولتتعلم « ثالثاً « كيف تقاتل من أجله خدمة ً للوطن والمواطن ! نعم هناك أسماء لامعة بعطائها وخبراتها وإخلاصها تمنينا أن تأخذ حظها بين الأسماء، ولكننا لن نبخس الأسماء التي اختيرت قدرها، بل نحترمها، ونفسح لها مجال إثبات الذات كلٌ في مجاله . لذا تعالوا نزيد مساحة الأمل المشعة حول هذه الخطوة التاريخية، التي سبق ونادينا بها كثيراً وانتظرناها طويلا.. دعونا نبارك لهن تعيينهن في هذه الدورة الرائدة التي فتحت لهن وللوطن نافذة عطاء ننتظر منه أن يثمر قريباً بما هو خير ونفع لهذا الوطن وأهله، ولنترقب ما يمكن أن يقدمنه « في عامهن الأول على الأقل «. فإن كان تعيينهن قد تم في هذه الدورة « بالاختيار «، فربما يكون في الدورة القادمة « بالانتخاب «، وهذا يضعهن في محك العطاء وفقاً « للضمير المخلص «، وليس وفقاً « للسلامة أملاً في تمديد التعيين لدورة أخرى «! هذا أملنا .. بالإضافة إلى أمنياتنا بأن يفسح للمرأة في المجلس بمساحة اشتراك واسعة المجالات لتدلي فيه بصوتها وخبرتها وتناقش قضايا الوطن والمواطن على جميع المستويات وأن لا يكتفى برأيها فقط في مجالات الأسرة والطفل والمسنين، لأن هناك من الأسماء المختارة من هن عالمات في مجالاتهن، وأبحاثهن وشعلة نور أضاءت العالم في المؤتمرات والملتقيات الدولية، ومن الإجحاف أن لا نستفيد من خبراتهن وتوصياتهن وحلولهن التي من الممكن أن يطرحنها حول قضايا الوطن، والتي قد لا تقل أهمية أبداً عن طروحات الرجل في ذات الميادين.. والله الموفق .