شهد انطلاق صيف هذا العام طرح أكثر من ألبوم غنائي لنجوم الأغنية الخليجية الذي استغرق التحضير لألبوماتهم وقتاً طويلاً للنزول لأسواق الكاسيت، في وقت كان الجمهور فيه متلهف لسماع إنتاجهم الفني بعد فترة من الركود والغياب لبعض الأسماء عن الساحة الغنائية، وشهد هذا الصيف حضور أكثر من اسم فني أغلبهم من فئة النجوم في مقدمتهم النجم عبدالمجيد عبدالله، رابح صقر، خالد عبدالرحمن، راشد الماجد، سعد الفهد، عبدالله الرويشد، راشد الفارس، وجميع هؤلاء النجوم أخذ وقت تحضيرهم لألبوماتهم سرية وحرص كل منهم على العمل في جو هادئ وبعيد عن أية ضغوط، وكانت نتيجة هذه التحضيرات ألبومات يمكن أن يطلق على البعض منها كلمة «ناجحة» والتي غلب على أعمالها التجدد والابتكار فيما كان هناك أعمال أخرى لم يشفع لها التحضير الطويل ولا السرية التي حوصرت بها بأن تنال من هذا النجاح إلا في أعمال محدودة أنقذت هذا الألبوم من كلمة «فشل» ..!!، واتضح فكر كل مطرب وتوجهه الذي سعى لتقديمة في جديده ومدى تقبل الجمهور لتجربته من عدمها، إلا أن الأهم في كل ذلك هو حس الإبداع الذي لمسه الجمهور من بعض المطربين في العودة لتقديم أعمال طربية بعد أن كانت الأغنية الخفيفة طاغية في فترة من الفترات . النجم عبدالمجيد عبدالله استحق كل الحفاوة التي قدمت له وحقق ألبومه (الحب الجديد) تفوقاً كبيراً أعطى لنفسة ولجمهوره الحق في الاحتفال بعمل راق ومحترم يحمل كماً كبيراً من الإحساس بجودة الكلمة والافكار التي قدمها فيه، ولعل للحرية التي عمل بها الشاعر تركي والملحن طارق محمد دوراً في تقديم تجربه ثرية في الأغنية الخليجية ككل ستغير من حالها وتزيدها جمالاً وكذلك الشاعر الملقب ب شاعر والذي أثبت تفوقه في هذا الألبوم، بالإضافة لخوضه تجربة جديدة تمثلت في غنائه باللهجة اللبنانية في أغنية (سمعني غنية) لمروان خوري ولعلها تكون الأجمل بين زملائه المطربين في إجادته لغناء هذه اللهجة وأقدرهم على تقديمها، كما كانت عودة التعاون مع زميله المطرب رابح صقر الذي لحن له أغنية (ما كان الفراق) إضافة جميلة للألبوم، كما أنه سعى لتقديم أسماء جديدة في ألبومه مثل فيصل بن خالد بن سلطان، محمد عبدالرحمن، عبدالقادر الكاف، عبدالله بودله، محمد بودله، وأعطاهم المساحة الأبرز للإنطلاق نحو النجومية وتواجد رفيق دربه الملحن ممدوح سيف، والألبوم في مجمله وصل حدود الروعة وتساوت فيه جودة الأعمال مع بعضها . و بعد أن تأخر عن موعد صدور ألبومه الجديد الذي اعتاد في كل عام أن يصدر في نفس التوقيت أتى المطرب رابح صقر بألبوم (رابح 2005) يحمل ست عشرة أغنية ليعوض فترة الغياب بألبوم «خلطة» إيقاعات لا يتقن عملها سواه وتنويع في التوزيع الموسيقي لا يمكن أن يغامر به أي من زملائه وهو ما يميز الصقر في جميع ألبوماته أنها في كل مرة تأتي ب «جنون» جديد، وهذا الألبوم للصقر أتى محملاً بكل جديد سواء من ناحية الشعراء الذين تصدر قائمتهم الشاعر منصور الشادي أو حتى عودة أسير الشوق وحضور الشاعر فيصل بن خالد بن سلطان الذي زفه الصقر للساحة الغنائية بثاني عمل غنائي له كإعلان عن مولد نجم في عالم الشعر، وحضور الملحن القدير صالح الشهري بخمسة أعمال دفعة واحدة وهو ما استغربه الجميع الذي وأكده المطرب بأنه خصص للشهري ركناً في كل ألبوماته القادمة ليقدم من خلالها إبداعاته وبالإضافة لدخول الملحن بديع مسعود معه في ألبومه، وما ميز الألبوم هو أن يكون باكورة إنتاج أكبر الإستديوهات الحديثة في الشرق الأوسط استوديوهات غلا في جدة التي قدمت ألبوم الصقر بتقنية عالية في إمكانيات التسجيل . عودة النجم الجماهيري خالد عبدالرحمن بألبوم (قمراي) كانت لها حساباتها الخاصة التي حرص المطرب فيها على الإشراف بنفسه بتسجيل وتنفيذ الأعمال التي ضمها الألبوم، وكان حضوره هذه المرة بنفس المكانة التي وصل بها للجمهور والتي أعادت أمجاده السابقة التي أثبتت أن عودة الكبار تكون متى ما أرادوا، فكان التنفيذ الموسيقي الذي أبدع فيه دخول الموزع طارق عاكف والمكساج الذي قام به مجيد دشتي، وقبل ذلك الاختيارات في الكلمات والألحان حتى اكتمل بذلك جمال الألبوم وروعته . والمبدع الذي غاب ثلاثة أعوام وعاد بألبوم (يا قلبي ابتسم) النجم القطري سعد الفهد الذي أكد أنه مطرب أصيل ولن تغيبه فترة الانقطاع عن الساحة الغنائية، ولاقي ألبومه الغنائي نفس مساحة الحب التي تركها لدى الجمهور عند غيابه ان لم تكن أكبر، وكانت هذه العودة إضافة للذوق العام للأغنية الخليجية التي فقدت مثل هذه الروح والأجواء في الأعمال الغنائية التي كانت تقدم لها، وضم الألبوم أسماء لأول مرة يتم التعاون معها من شعراء وملحنين وحتى من ناحية التوزيع الموسيقي الذي ميز الألبوم وبرز فيه اسم الموزع أسامة الهندي والذي أبدع في تنفيذ الأعمال التي قام بتنفيذها موسيقياً . والمطرب راشد الماجد الذي فاجأ الساحة الغنائية بألبومه الغنائي الجديد الذي لم يكن موفقاً فيه بدرجة كبيرة وصاحب الألبوم عدة مشاكل سرقت فرحة جمهوره به، وهذا الأمر لم يؤثر على نجوميته ومحبة جمهوره له إلا أن أملهم كان أكبر في مطربهم المفضل بأن يكون أكثر حرصاً في اختياراته التي وصفها أحد الملحنين المعروفين بأنها أقل من مستواه ولا تصل إلى إمكانياته، كذلك المطرب الشاب راشد الفارس الذي لم يشفع له في ألبومه الجديد سوى عمل أو عملين فقط أما البقية فكانت الأعمال تكملة عدد، وكان أغلبها صورة مكررة من ألبوماته السابقة بنفس الأجواء والروح، والمطرب الكويتي عبدالله الرويشد الذي نوع في هذا الألبوم بأكثر من دويتو ولعل أغنية (أعذريني) ودخول المطربة الكويتية نوال معه أنسى الجمهور بأن هناك أعمالاً أخرى لابد أن يستمع لها . ولم تتوقف الإثارة عند هذا الحد فهناك نجوم آخرون أيام قلائل وتشهد الساحة الغنائية حضورهم ومن أهمهم فنان العرب محمد عبده الذي وصل إلى المراحل النهائية في تحضيرات ألبومه الجديد وكذلك المطرب نبيل شعيل الذي أنهى تسجيل أعمال ألبومه وقريباً سيكون بالأسواق، والمطربة الإماراتية أحلام التي أنهت تسجيل ألبومها الجديد وتنتظر موعد طرحه بالأسواق . ومع هذا الكم الكبير من الأعمال سيكون الجمهور في حيرة ولن ينجح سوى المطرب الذي عرف ما يريده الجمهور وقدمه له، أما من اخطأ في حساباته فسيكون الفشل مصيره ..!! .