مازال برنامج خادم الحرمين الشريفين حفظه الله التطويري يتتالى في خطواته والتي تأتي في مجملها لصالح الوطن والمواطن.. قرار إشراك المرأة في مجلس الشورى يمثل تحولا نوعيا في مسيرة المرأة السعودية والمجتمع السعودي عموما..، فهو يمثل قناعة عالية المستوى من خادم الحرمين الشريفين بالمرأة السعودية من جانب، ورغبة في إثراء عطاء مجلس الشورى من جانب آخر.. أن تشكر النساء عموما خادم الحرمين الشريفين على ذلك فهو شكرٌ يتعمق برؤية الغد التي تعيد التوازن في الرؤية للحراك التنموي وبرامج التطوير برؤية مشتركة بين عناصر المجتمع بعدم تعطيل القدرات العقلية والفكرية لنصف المجتمع.. في عهد خادم الحرمين الشريفين حظيت المرأة السعودية برعاية خاصة ولم تكن رعاية ترف، ولم تكن رعاية تقليدية بل كانت رعاية تتفق مع حالة البناء والانطلاق بالمجتمع السعودي الى مراكز تليق به.. التاريخ يعلمنا دائما أن المجتمعات لا تنمو بعنصر بشري واحد، وان التنمية تكون عرجاء في حال تم إقصاء أحدهما.. لعل المتابع لمشهد التغير الاجتماعي يلمس بكل وضوح بصمات خادم الحرمين الشريفين الذي عمل بكل هدوء على دمج المرأة في مجتمعها وفق مرتكزات الشريعة الاسلامية التي لا تقصي الانسان بل تعلو به الى حيث يكون الانسان حالة من الانتاج والابداع والنمو.. تنوع مشاهد تعزيز دور المرأة السعودية في عصرها الذهبي عهد خادم الحرمين الشريفين هو تنوع في مستوياته وتنوع في عمق تأثيره حيث اليوم هي بائعة وهي نائبة وزير، وهي مديرة جامعة وعضو مجلس شورى .. تلك اللوحة بتباين مستوياتها تؤكد للمستقرئ أن عبدالله بن عبدالعزيز يعالج حالة العرج التي عانى منها البرنامج التنموي السعودي سنوات طوالا.. وحين تدعو كل امرأة بطول عمر أبو متعب فلأنها تشكر فيه الارتقاء بدورها في غير مجال .. كل هذه التحولات التي تعيشها المرأة السعودية اليوم بتنوعها لم تخرجها من دينها بل هي مارست وعيها الاسلامي في القيام بدورها نحو مجتمعها دون الإخلال بدورها الأسري وهو مايجعل من المشاعر الانسانية لأبوية أبو متعب شكلا مختلفا عند المرأة .. مسيرة المرأة السعودية بتحولاتها النوعية ارتبطت بقوة القرار السياسي حيث كان البدء بتعليمها قرارا نوعيا، واليوم بمشاركتها في مجلس الشورى تنطلق في مرحلة نوعية اخرى سيلمس المجتمع نتائجها في قادم الايام لصالحه ككل وليس للمرأة فقط.. هنا هل تشكر المرأة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأمد بعمره؟ نعم ولكن هل يكون الشكر هنا كلمة أم فعلاً وارتقاء وتحملاً واعياً للمسؤولية الوطنية المناطة بالمرأة اليوم في غير مجال؟ مع إدراك أن مكاسب اليوم هي دعم لحراك مجتمعي ونسائي أكبر في الغد.. ليكون وطننا جزءاً من عصره، وجزءاً فاعلاً وليس متفرجاً..