هو سماحة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح البسام - رحمه الله - إمام المسجد الحرام وعضو هيئة كبار العلماء، وعضو المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي وكان رحمه الله أيضاً عضواً في المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي وعضواً في المجلس الأعلى لدار الحديث الخيرية وغير ذلك من الهيئات والمجالس التي كان عضواً فيها أو رئيساً لها. ولد شيخنا في عنيزة في عام 1346ه في بيت علم وفضل، درس القرآن الكريم في كتّاب الشيخ عبدالله القرعاوي، ثم درس على والده الشيخ الفقيه عبدالرحمن البسام عدة كتب علمية في التفسير والسيرة والتاريخ والفقه والنحو وكان الشيخ عبدالرحمن مبرزاً في التاريخ والأنساب، وهذا من أسباب نبوغ شيخنا عبدالله في هذين العلمين، وبعد ان أتم الشيخ عبدالله حفظ القرآن الكريم وبعض المتون العلمية على يد والده، درس عند الشيخ عبدالرحمن الناصر السعدي رحمه الله ولازمه ملازمة تامة مدة ثماني سنوات، كان لها الأثر الأكبر في تكوينه العلمي، مع مجموعة من الطلاب الذين أصبحوا فيما بعد من علماء هذه البلاد، منهم الشيخ محمد الصالح العثيمين والشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العقيل والشيخ عبدالعزيز بن محمد السلمان، وقرأ على الشيخ السعدي علوم التفسير والحديث والتوحيد والفقه وأصوله والفرائض والنحو والصرف وحفظ بلوغ المرام والزاد وألفية ابن مالك والقطر وغيرها.. كان رحمه الله مقبلاً على العلم، حريصاً على الانتفاع بما يلقى عليه، يمضي لياليه في مذاكرة دروسه التي تلقاها ودروسه التي سيدرسها على العلامة ابن سعدي، وكانت له مذاكرات علمية مبكرة مع زملائه في الطلب، ومنهم الشيخ عبدالله العقيل وحمد البسام، وفي عام 1365ه استأذن والده وشيخه ابن سعدي في الدراسة في دار التوحيد بالطائف بعد ان عرض عليه مديرها الشيخ محمد المانع الالتحاق بها، ودرس فيها على يد مجموعة من العلماء الكبار، فمنهم العلامة الشيخ عبدالرزاق عفيفي ومحمد حسين الذهبي وعبدالله الخليفي وعبدالله المسعري ولم ير ان الدروس المنهجية تكفي فكان يدرس دروساً خصوصية عند هؤلاء العلماء في الأصول والمنطق والمناظرة وكانوا يعجبون من حرصه على الاستزادة من العلم وملاحقته مدرسيه بأسئلته ومناقشاته حتى قرروه مدرساً للفقه في دار التوحيد وهو لا يزال أحد طلابها، إلى ان تخرج في الدار عام 1370ه ، ثم التحق بكلية الشريعة بمكة المكرمة والتحق بكلية اللغة العربية وأتم دراسته في كلتا الكليتين في وقت واحد، وكان من أبرز من تتلمذ عليهم في الكليتين الشيخ محمد أبو شهبة في التفسير، والشيخ محمد متولي الشعراوي في البلاغة، والشيخ خليل هراس في العقيدة والشيخ الفقيه المحدث علي النهدي وكان لا يكتفي بدروس الكليتين ولا يرى انها تروي غليله فيطلب من شيوخه دروساً خاصة ختم فيها جملة من الكتب العلمية في مختلف الفنون، وكان مبرزاً بين شيوخه، فرشحوه بعد ان انتهى من السنة الثانية في الكليتين ليكون مدرساً في المسجد الحرام، فعين مدرساً في المسجد الحرام منذ عام 1372ه وكانت دروسه بين العشاءين واستمرت دروسه في الحرمين نصف قرن إلى ان أوقفها بسبب مرضه.. توفي يوم الخميس الموافق 27/11/1423ه إثر سكتة قلبية، وصلي على الشيخ في المسجد الحرام بمكة المكرمة بعد صلاة الجمعة نسأل الله تعالى ان يرحم شيخنا رحمة الأبرار ويسكنه فسيح جناته وان يغفر له ويجزيه عما قدم للإسلام والمسلمين خيراً ويعوض المسلمين بفقده خيراً.