أفادت مصادر إعلامية، أمس، أن وكالة الاستخبارات الأمريكية أنشأت منذ حوالي ثلاث سنوات هيئة سرية بالتعاون مع المخابرات الجزائرية في إطار الحرب العالمية على الإرهاب، ويحمل هذا المركز اسم «التحالف الأساس». وقالت صحيفة «ليكسبريسيون» التي أوردت الخبر نقلا عن «الواشنطن بوست» أن هذا الهيئة السرية أنشئت في 2002 بهدف مراقبة وتحليل كل تحركات الإرهابيين والجماعات الإرهابية العابرة للحدود تحليلا عميقا من اجل تسهيل عملية القبض عليهم أو بغرض التجسس، حسب الصحيفة الأمريكية، كما تحتوي هذه الهيئة الاستخبارية على أعوان من بريطانيا، ألمانيا أو كندا. ويشمل التعاون بين وكالة الاستخبارات الأمريكية والمخابرات الجزائرية الاستعلامات التقليدية والكلاسيكية حول الأشخاص المشبوهين، نشاطاتهم وتنقلاتهم، بالإضافة إلى الاستعلامات العملياتية التي تؤدي مباشرة إلى تفكيك الشبكات واعتقال الإرهابيين. وليست الجزائر أول دولة تقيم فيها الاستخبارات الأمريكية هيئة سرية من هذا النوع، فقد تم إنشاء نفس الهيئة في باريس بالتعاون مع مديرية مراقبة الإقليم الفرنسية، وكذلك في مصر والأردن. ومنذ تفجيرات الحادي عشر من أيلول 2001، تدعم التعاون الأمني بين الولاياتالمتحدةالأمريكية أكثر من أي وقت مضى، حيث زارت الجزائرعدة وفود أمنية أمريكية رفيعة المستوى سواء من مكتب التحقيقات الفيدرالي أو من وكالة الاستخبارات المركزية بزيارات سرية إلى الجزائر العاصمة ابتداء من 2002، كما قام ضباط سامون في جهاز المخابرات الجزائري بزيارات مماثلة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي نفس الإطار قام العقيد علي تونسي المدير العام للأمن الوطني بزيارة لواشنطن استغرقت أسبوعا كاملا من 7 إلى 14 أغسطس 2004، حيث التقى بمسؤولي كتابة الدولة للعدالة ومكتب التحقيقات الفيدرالي. ومن جهته فسّر وليام بيرنس كاتب الدولة الأمريكي المكلف بشمال إفريقيا والشرق الأوسط بزيادة حجم المساعدات الأمريكية إلى الجزائر في حربها ضد الجماعات الإرهابية، حيث تشمل هذه المساعدات على تكوين ضباط جزائريين وتقديم عتاد عسكري، كما تبلغ قيمة هذه الصفقة لسنة 2003 لوحدها 700 ألف دولار. وبالموازاة مع هذا التعاون المكثف، أصدرت أجهزة الأمن الأمريكية قائمة ل35 دولة أطلق عليها «دول ذات مصلحة خاصة» على خلفية إما دعمها للإرهاب أو لوجود منظمات إرهابية خطيرة فوق أراضيها كما هو الحال مع الجزائر التي أدرجها مكتب التحقيقات الفيدرالي ضمن قائمة الدول التي تضم كلاً من :«البحرين، البنغلاديش، جيبوتي، مصر، اريتريا، اندونيسيا، إيران، العراق، الأردن، كازاخستان، الكويت، ليبيا، لبنان، ماليزيا، موريتانيا، المغرب، كوريا الشمالية، عمان، باكستان، الفيليبين، قطر، العربية السعودية، الصومال، السودان، سوريا، طاجكستان، تايلاند، تونس، تركيا، تركمانستان، الإمارات العربية لمتحدة، أوزباكستان واليمن». وتجدر الإشارة إلى أن المخابرات الأمريكية كانت قد صنفت في القائمة التي أصدرتها مؤخرا حول التنظيمات الإرهابية في العالم ، التنظيم الجزائري الجماعة السلفية للدعوة والقتال كأكثر الجماعات الإرهابية تشددا وخطورة في العالم، حيث اتجه الاهتمام الأمريكي منذ ذلك الحين إلى الجنوب الجزائري والشريط الساحلي وهي المنطقة التي يصفها الأمريكيون ب «أفغانستانالجديدة».