قالت صحيفة إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، إن تخوفاً يسود في البيت الأبيض من محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إحباط أو وضع عراقيل أمام مصادقة الكونغرس على تعيين وزير الدفاع الأميركي الجديد تشاك هايغيل من خلال مؤيدين لنتانياهو في واشنطن. وقالت صحيفة "معاريف" إن "البيت الأبيض خشي أن نتانياهو، وبواسطة مؤيديه في واشنطن، قد يحبط أو يصعّب المصادقة على تعيين هايغيل في مجلس الشيوخ". ونقلت الصحيفة عن مسؤول سياسي إسرائيلي، قوله إنه "بالنسبة لنا، ستسير الأمور بشكل غير لطيف بعد تعيين هايغيل.. وتعيينه يثير تخوفاً شديداً حيال كيفية تأثير أفكاره على السياسة الأميركية تجاه إسرائيل". وأشارت الصحيفة إلى أن التوجس في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي من تعيين هايغيل نابع من مواقفه المعارضة لمهاجمة إيران وتأييده للحوار معها وعقب دعوته إلى الحوار مع حركة حماس والاعتراف بها، وهو ما يتعارض مع السياسة الرسمية الإسرائيلية على الأقل، إذ أن إسرائيل أجرت مفاوضات غير مباشرة مع حماس حول تبادل أسرى ووقف إطلاق النار خلال عملية (عمود السحاب) العسكرية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وتتخوف إسرائيل من احتمال تغيّر طبيعة التعاون الأمني بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل بعد تولي هايغيل وزارة الدفاع، لكن الصحيفة أشارت إلى أنه في هذه الأثناء لا يتوقع المس بالمساعدات الأميركية لإسرائيل والتي تبلغ 3 مليارات دولار سنويا. وقالت الصحيفة إن البيت الأبيض يعي التخوفات الإسرائيلية من تعيين هايغيل وزيرا للدفاع ولذلك تم إرسال رسائل تهدئة إلى إسرائيل بواسطة قادة المنظمات اليهودية في الولاياتالمتحدة، وجاء فيها إن "هايغيل ليس معادياً لإسرائيل"، وأنه "في جميع الأحوال سينفذ سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما". ونقلت عن مصادر أميركية لم تشر إلى هويتها، قولها إن الانتقادات حول تعيين هايغيل قد تمس بالحملة الانتخابية لنتانياهو وقائمة "الليكود بيتنا" التي يرأسها مع اقتراب الانتخابات العامة في 22 كانون الثاني (يناير) الجاري. وقالت المصادر الأميركية ذاتها إن "هايغيل هو معادي ل بيبي (أي نتانياهو) ومعاد لليكود، ومن شأن تعيينه أن يتحول أداة بأيدي معارضي نتانياهو في الانتخابات"، لكنهم أشاروا إلى أنه تربط هايغيل علاقات صداقة واحترام مع وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك. وذكرت الصحيفة إنه خلافا للأنباء التي ترددت، فإن اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة "ايباك" لم يبعث برسائل ضد تعيين هايغيل، وأن قياديين في هذا اللوبي سيزورون إسرائيل خلال الأسبوع الحالي وسيلتقون مع نتانياهو وأنه سيتم بحث التعيينات الجديدة التي أقدم عليها أوباما وبينها تعيين السيناتور، جون كيري، وزيرا للخارجية الذي تستاء إسرائيل من تعيينه أيضا بسبب تأييده لقيام دولة فلسطينية وزيارته إلى غزة بعد الحرب الإسرائيلية ضدها في نهاية العام 2008. من جهتها، رأت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن تعيين هايغيل هو "عقاب أوباما لنتانياهو" بعد تدخل الأخير في انتخابات الرئاسة الأميركية وتأييده للمرشح الجمهوري ميت رومني. وأشار الكاتب في الصحيفة، سيفر بلوتسكير، إلى أنه يتوقع أن يحاول الجمهوريون في مجلس الشيوخ عرقلة تعيين هايغيل، لكن الأمر الواضح هو أن نتانياهو لن يتمكن من الاتصال بسرية مع أوباما ومنع التعيين بسبب الأزمة في العلاقات بينهما.