* نجوم الفن الذين يحصلون على جوائز سنوية متعددة بين التمثيل والاخراج والانتاج والغناء وكل بقية عناصر العمل الفني هم في فوزهم أكثر مصداقية من نجوم السياسة في العالم الثالث الذين لاحظنا منذ عشر سنوات تقريباً أن عدداً من الصحف "كل زعيم له ترشيح من صحافة بلده" تتبارى في تتويج الواحد منهم على أنه رجل العام وفات هذه الصحف وهي كثيرة للغاية والتي وصفها كاتب كويتي بأنها مثل الشقق المفروشة للحكومات بأنه قد يوجد رجل القيادة الكفؤ لأن يكون رجل العام لكن الظروف حوله قد تأتي سلبية في عام ما فلا يتمكن من استغلال كفاءة قيادته في البروز هذا هو أحسن الاحتمالات أما أسوؤها فإن هذا التنصيب الصحفي الإعلامي بين مواطنين يعانون الأمرين من فشل قيادته من شأنه أن يزيد الناس سخطاً وتبرماً. أما عندما أتت احتفالات الألف الميلادي الجديد في أفول قرن وبداية قرن جديد فإن الصحف قد امتلأت بالكثير مما هو مغر ومثير عن أحداث وشخصيات القرن العشرين المنصرم. نحن في "الرياض" ما زلنا ننشر وبشكل يومي العديد من تواريخ الأحداث وصورها وسمات أشخاصها ومع أن النشر يأتي بشكل مكثف فإننا نضطر إلى الاختصار خوفاً أن ينتهي العام ولم تنته المادة الصحفية.. إنه قرن حافل فعلاً بكل الاثارات العلمية والإنسانية والسياسية حتى يصح أن يعتبر كما يقول "توفلر" وحده بداية الميلاد العلمي الحضاري المبهر للإنسان.. تسعة عشر قرناً مرت وكأنها مجرد تحضير علمي وحضاري لهذا القرن لأن مجموع ما في التسعة عشر قرناً من المنجزات لا يكاد يوازي ربع أهمية القفزات الهائلة في ميادين الطب والاتصالات وغزو الفضاء وتكنولوجيا المعلومات.. من هم المبهرون في هذا القرن.. الذين صنعوا أمجاده كل في زمنه الخاص ومكانه الخاص وما قدمه من جديد..؟ كثيرون دون شك على مستوى زمن القرن.. بالنسبة لنا في العالم العربي من هو الرجل الأفضل الذي قاد تجربة بشرية كبيرة النتائج بحكم ما كان يعترض طريقها من عقبات كبيرة.. هل ينافس الملك عبدالعزيز رحمه الله رجل عربي آخر في هذا الصدد.. هناك كثيرون قاموا بجهود مشرفة ووطنية لكن ظروف بداياتهم لم تكن بمثل قسوة بداية الملك عبدالعزيز حيث كان حولهم تأسيس سابق لزراعة ومال وعمل وتعليم حتى في أكثر المواقع تخلفاً دائماً هناك سخاء مناخي وجغرافي يرطب جفاف حياة الناس.. العامة.. الملك عبدالعزيز أتى ماشياً على قدميه بعض المسافة وراكباً جمله في بعضها الآخر ولم يكن عن يمينه ويساره إلا الصخور والأشواك وأطماع البدو وضآلة أهمية الحاضرة.. كان يتحرك وسط فوضى أكثر من مائة حكومة لمائة قبيلة أو عائلة أو عشيرة.. والكل يعاني قسوة الفقر والجهل والمرض.. خاض حروباً ضارية ليس ضد أعداء لوحدة أمة فقط ولكن أيضاً ضد عقول حاولت ديمومة إعاقة الأمة.. والنتائج.. لقد كان عبدالكريم الخطابي وعبدالقادر الجزائري وسعد زغلول والسعدون والقسام والمهدي وغيرهم كثيرون أصحاب نوايا فاضلة وجهود مضنية لكنهم جميعا مثلما أنهم لم يعيشوا قسوة بدايات عبدالعزيز فإنهم أيضاً لم يحققوا ضخامة نتائجه.. لقد كسر عبدالعزيز القاعدة في الاستيطان والنمو البشري عندما لم تتسم الأنهار العربية بوافر الاستقرار والنمو وتبقى الصحاري مسارح للتشرد ومزايدات الولاء حيث ارتفعت على هضاب وسهوب صحاري عبدالعزيز شواهد دولة حضارية مستقرة ومتسارعة النمو الحضاري حتى أصبحت الأوثق صلة بالعالم الصناعي المتقدم والأكثر استيفاء لاحتياجات التواجد الحضاري.. عبدالعزيز أسس لذلك من فراغ.. وهو تميز لم يتوفر لأي شخصية عربية تاريخية في هذا القرن.. أفلا يجوز بكل هذه الحيثيات المقنعة أن نعتبره صاحب انفراد بأحقية أن يكون رجل القرن العربي؟