القلوب التي حملها في قلبه الكبير ونبضت بحبه.. خفقت خوفاً عليه حين ألمَّ به عارض استدعى خضوعه للعلاج. كل هذه القلوب تضرعت إلى الله جل وعلا بأن يشفي خادم الحرمين الشريفين ويمن عليه بالصحة والعافية.. فلهجت الألسن بأصدق الدعاء أن يعيد الفرح إلى قلوب محبيه جميعاً.. وهم ليسوا فقط من أظلهم وافر عطائه وشملهم كريم رعايته ممن تحيطهم حدود هذا الوطن العزيز.. بل إنهم يتجاوزون ذلك إلى كل أرجاء هذا العالم الفسيح.. من أناس لا تتعلق به قلوبهم إلا بعلائق الصدق والمحبة العفوية التي لا تحكمها مصلحة أو رجاء.. ولا تبعدها فوارق لون أو عرق أو دين.. هي علائق إنسانية لمست صدق اللهجة في حديثه وبثه.. والحب المحض الذي يكنه حفظه الله لبني البشر كافة أينما كانوا.. ليفتح معهم بعد أن فتح لهم قلبه أبواب التواصل والتحاور مشرعة.. فكان أن كسب محبتهم دون مواربة أو مداهنة. و إذا كان العطاء قد امتد متنامياً منذ عهد المؤسس يرحمه الله إلى يومنا هذا.. فإنني لا أعدو الحقيقة حين أقول إنه لم تدبج لخادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز عبارات المديح وهالات الثناء كما هو الشأن بالنسبة إلى غيره من الزعماء باختلاف الأمكنة والأزمنة.. فكل ما قيل ويقال عنه - حفظه الله - في كل أحواله.. في حال الصحة والمرض.. وفي الحضور والغياب.. ومع كل وقفات العطاء والبذل لأبنائه ولوطنه ليس مقابلة عطاء بعطاء.. ولا تجملاً وانتظاراً لمقابل.. بل هو إحساس عفوي صادق.. نبع تلقائياً من قلوب بادلته حباً بحب.. ووفاء بوفاء.. وحملت له النبض الذي يحمله لها.. فكانت صادقة كصدقه وشفافة كشفافيته.. لم يستطع محبوه أن يقفوا عند رغبته يحفظه الله بأن لا يستخدموا بعض العبارات مثل.. ملك القلوب.. أو مولاي وسيدي.. لأنه هو كذلك وليس غير ذلك.. فلا أجمل من أن يعبر المحب عن حبه لحبيبه.. ولا آثر على النفس من أن تبذل للحبيب وتعطي بلا حدود.. وهذا ما فعله ملك القلوب يحفظه الله لأحبابه ومحبيه في وقفات عدة ظهرت فيها تجليات الحب والحدب والشوق واللهفة بين المليك ومحبيه في أحواله التي مر بها صحة ومرضاً.. غياباً وحضوراً.. فكان عطاؤه بقدر الحب الذي يحمله.. وبفيض من إحساسه بشعبه وحرصه على تلمس احتياجاته وتحقيق تطلعاته.. بل إن الظروف الصحية التي مر بها وكانت عصيبة على شعبه ومحبيه أكثر مما كانت عليه هي مدعاة لأن يشعر بمدى احتياجهم لمزيد من العطاء.. فكان أن أمر أيده الله بإنشاء مدينتين طبيتين لمنسوبي وزارة الداخلية في كل من الرياضوجدة على نحو عاجل ووفق أحدث المواصفات العالمية لتضاف إلى منظومة من الصروح الطبية إنشاء وتوسعة وتطويرا على امتداد رقعة هذا الوطن الذي يتنفس حبه.. والعطاء لن يتوقف بل سيتعاظم بتعاظم هذا الحب في قلبه وقلوب شعبه.. أبا متعب.. فرحنا بك ومنّ الله علينا بشفائك فلا لوم علينا إن تجاوزنا في حبك حدود رغبتك.. هنيئاً لنا بك ولقلوبنا بحبك ودمت لنا سالماً معافى.. دمت أباً وقائداً حفظك الله وحفظ سندك وعضدك ولي عهدنا سلمان بن عبدالعزيز.. ودام عزك يا وطن.. لنا جميعاً أن نردد بصوت واحد مع الشاعر (شرواك): كل واحد فينا يرفع يديه لله ويقول من قلبه تسلم يا عبد الله لك صوتنا واحد لو قال ما الومه مليكنا الغالي يومي قبل يومه *مدير إدارة دوريات أمن المحافظات بمنطقة الرياض