انتخب آصف علي زرداري السبت رئيسا لباكستان بغالبية اصوات البرلمان والمجالس الاقليمية. وامضى زرداري في السجن 11عاما حتى 2004بعد اسقاط قسم من التهم الموجهة اليه فيما اسقط كامل التهم بعدما عفا عنه الرئيس برويز مشرف عام 2007قبل ان يستقيل في 18اب/اغسطس. غير ان زرداري لا يزال يعاني من سمعة سيئة ويرى الصحافيون والخبراء السياسيون انه ما كان ليخلف مشرف لو لم تقتل زوجته في نهاية 2007في عملية انتحارية ولو كانت انتخابات السبت تجري بالاقتراع العام المباشر. من جهته اعتبر آصف علي زرداري في كلمة تلفزيونية مقتضبة القاها بعد انتخابه السبت رئيسا لباكستان، ان انتخابه "انتصار للديموقراطية"، واعدا بالامتثال للبرلمان. وقال بعدما وجه انتقادات الى الرؤساء السابقين "بالبدلة العسكرية"، ان "هذا الرئيس سيكون خاضعا للبرلمان. الديموقراطية تتكلم والجميع يصغي". وهنأت الولاياتالمتحدة السبت زرداري على انتخابه رئيسا لباكستان واعرب الرئيس جورج بوش عن حماسته للتعاون معه ولا سيما في مجال مكافحة الارهاب، كما اعلن البيت الابيض. وقال المتحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو ان "الولاياتالمتحدة تهنىء آصف علي زرداري على انتخابه رئيسا". واضاف ان "الرئيس بوش متحمس للعمل معه، ومع رئيس الوزراء (يوسف رضا) جيلاني ومع الحكومة الباكستانية حول مواضيع تهم البلدين ولا سيما مكافحة الارهاب ومن اجل ضمان استقرار الاقتصاد الباكستاني وصلابته". كما رحبت بريطانيا السبت بانتخاب زرداري رئيسا لباكستان، معلنة انها تتطلع للتعاون معه بشكل وثيق من اجل نشر الديموقراطية في البلاد ومكافحة التطرف الذي يعتبر "خطرا مشتركا". واعلنت وزارة الخارجية البريطانية في بيان "نتطلع للتعاون بشكل وثيق مع الرئيس زرداري لتعميق شراكتنا اكثر مع باكستان". وتابع البيان "نتمنى التعامل مع الحكومة لدعم الاجراءات التي ترعى الاستقرار والديموقراطية ودولة القانون وتعزز العملية الانتقالية". إلى ذلك نظم المواطنون الباكستانيون المؤيدون لحزب الشعب الباكستاني رقصات شعبية في مختلف المدن الباكستانية احتفالاً بفوز آصف علي زرداري لمنصب رئيس جمهورية باكستان الإسلامية، كما طالب المحتفلون من المواطنين العاديين والآخرون المنتمون إلى الأحزاب السياسية الموالية لحزب الشعب من الرئيس الجديد السيطرة على الغلاء المعيشي المتصاعد يوماً بعد يوم مع إيجاد حل نهائي للعمليات العسكرية التي يشنها الجيش الباكستاني في منطقة القبائل الباكستانية الواقعة على الشريط الحدودي الفاصل بين باكستانوأفغانستان، والتي شهدت عمليات مسح موسعة للجيش الباكستانية، إضافة إلى قيام قوات الناتو المتمركزة في أفغانستان بالقرب الحدود الباكستانية بقصف بعض النقاط داخل منطقة القبائل مما أدى إلى مصرع العشرات من القبليين وقيام ما لا يقل عن نصف مليون بهجرة جماعية تاركين بيوتهم خوفاً من القصف الباكستاني والأمريكي. كما يشكك كاتبو مقالات الرأي في الصحف الباكستانية في قدرة زرداري على الاضطلاع بمهام الرئاسة في القوة النووية الوحيدة في العالم الاسلامي، ما ينسجم مع رأي قسم كبير من نحو 160مليون باكستاني. وسيكون زرداري مخولا عند وصوله الى سدة الرئاسة حل البرلمان واقالة الحكومة والقيام بتعيينات في المناصب الاساسية في الدولة والجيش. وذكر احد اشهر كتاب الرأي النائب السابق شفقة محمود متحدثا لوكالة فرانس برس ان "زرداري له سمعة مثيرة للجدل، وقد اتهمه القضاء من جملة ما اتهمه به بالفساد واختلاس الاموال وحتى القتل" (قتل احد اخوة زوجته) في وقت كانت بوتو على رأس السلطة (1988- 1990و1993-1996). ويردد زرداري ( 52عاما) ان هذه التهم "سياسية" وان القضاء "اعترف ببراءته" وببراءة زوجته التي اضطرت للانتقال الى المنفى نتيجة تعرضها للاجراءات القضائية ذاتها. وتابع محمود "غير انه ليس نظيفا ولا بريئا بنظر العديد من الباكستانيين وترشيحه للمنصب الاعلى في السلطة ليس لمصلحة البلاد". ولم يكن زرداري معروفا عند زواجه من بوتو عام 1987سوى كابن عائلة من كبار الملاكين في ولاية السند الجنوبية معقل آل بوتو وزير نساء يهوى لعب البولو وقيادة السيارات الجميلة. وعند تولي زوجته رئاسة الحكومة عام 1988استحدث لنفسه مكانة داخل السلطة السياسية فتولى خصوصا عام 1995وزارة الاستثمارات في منصب اساسي سرعان ما عرف فيه بلقب "السيد عشرة في المئة" بما في ذلك في الخارج بسبب العمولات التي اتهم بتقاضيها على كل صفقة عامة يتم ابرامها. وسجن ثلاث سنوات في نهاية عهد بوتو الاول عام 1990وتكرر السيناريو ذاته عام 1996حيث ادخل السجن بعد نصف ساعة بالكاد على سقوط حكومة بوتو الثانية فبقي معتقلا حتى عام 2004.وعند خروجه من السجن انضم الى زوجته المقيمة في المنفى في لندن ودبي ولم يعد الى البلاد الا غداة اغتيالها في 27كانون الاول/ديسمبر 2007وسط حملة الانتخابات التشريعية التي لم يشارك فيها حتى ذلك الحين. وبعد بضعة ايام عين مع ابنه على رأس حزب الشعب الباكستاني الذي كانت بوتو تتزعمه، غير انه كان هو من يقود بالفعل هذا الفصيل الرئيسي في الائتلاف الفائز في الانتخابات التشريعية في 18شباط/فبراير بالرغم من عدم موافقة قسم كبير من مسؤوليه ومن اصدقاء بوتو الاوفياء. وقال رسول بخش ريس استاذ العلوم السياسية في جامعة لاهور (شرق) مختصرا الوضع "سترتفع اصوات في العالم بأسره متسائلة عن هذا الرجل وسيكون الامر مربكا جدا بالنسبة لباكستان". وكانت الانتخابات انطلقت وسط إجراءات أمنية مشددة، وضرب طوق أمني حول مبنى البرلمان في العاصمة إسلام أباد. وكانت العملية الانتخابية قد بدأت عند الساعة العاشرة وعشر دقائق بالتوقيت المحلي لباكستان واستمرت حتى الساعة الثالثة بعد الظهر. ولفت التلفزيون إلى انه قبل بدء التصويت في البرلمان، أعلم رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات قازي محمد فاروق مجلس الشيوخ وأعضاء الجمعية الوطنية بشأن الإجراءات المتبعة لجمع الأصوات وقال انه سيتم استدعاء كل منهم حسب تسلسل الاسماء في الأبجدية الإنكليزية.