استقبل الفلسطينيون عامهم الجديد أمس بحملة اعتداءات واسعة النطاق تناوب على تنفيذها جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين في العديد من مناطق الضفة الغربية بما فيها القدس الشريف. ففي القدسالمحتلة، هدمت طواقم بلدية الاحتلال وبمساندة قوة كبيرة من شرطة الاحتلال، صباح الثلاثاء، منزلًا قيد الانشاء ومكون من طابقين، يملكه المواطن رأفت طارق العيساوي بذريعة البناء دون ترخيص. وذكر العيساوي ان سلطات الاحتلال لم تسلمه اي انذار بوقف البناء، مشيرا الى ان الارض التي شيد عليها المنزل مصنفة حسب قوانين بلدية الاحتلال بانها ل"المنفعة العامة"، وجزء مما تخطط سلطات الاحتلال لاقامة حدائق توارتية عليها، وتحجب عن اصحابها تراخيص البناء - كما هو الحال في مختلف انحاء القدس - وهو ما دفعه الى بناء منزله دون ترخيص. يشار الى ان رافت العيساوي هو شقيق الاسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ أكثر من 150 يوما. كما دمرت قوات الاحتلال، صباح أمس اربعة بركسات زراعية ومشغلا لبيع الحديد تعود لعائلات داري وعبيد، اضافة الى جدران اسمنتية والحقت دمارا في بعض الشوارع. وهاجم متطرفون يهود سيارات المواطنين المقدسيين وهشموا مرايا نحو 15 سيارة والحقوا أضرارا بها لدى توقفها أمام منازل أصحابها في رأس العمود على شارع فندق البانوراما. وحاول متطرف يهودي اقتحام مسجد الصخرة المشرفة قبل ان تقوم شرطة الاحتلال بايقافه، فيما سمحت لعشرات المستوطنين بالدخول إلى باحات الأقصى. وفي شمال الضفة، اصيب خمسة شبان بجراح احدهم بجراح خطرة خلال عملية اقتحام واسعة النطاق نفذتها قوات الاحتلال في بلدة طمون، اعتقلت خلالها الشاب مراد سليمان بني عودة. وذكر رئيس بلدية طمون محمد بشارات ان قوة خاصة من المستعربين اقتحمت فجر الثلاثاء منزل المواطن مهند بني عودة لاعتقاله بزعم انه مطلوب، فهب الاهالي للتصدي لهذه القوات التي قامت باستدعاء تعزيزات عسكرية كبيرة، لتأمين انسحابها. وإثر ذلك اندلعت مواجهات عنيفة استمرت لعدة ساعات اطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز والصوت بكثافة واصابت خمسة شبان وهم: ضياء بني عودة، وجاد الله بشارات، وأمين بني عودة، ومحمد بشارات، وأنس بني عودة، اضافة الى عدد كبير من حالات الاختناق بالغاز. من جهة اخرى، هاجم قطعان المستوطنين بعد منتصف الليل، قرية قصرة جنوب شرقي نابلس، وعاثوا خرابا في ممتلكات المواطنين وبيوتهم وحقولهم. وذكر مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس ان المستوطنين تسللوا الى القرية، وحاصروا منزل المواطن عبدالمجيد حسن واعتدوا على قاطنيه قبل ان يهب ابناء القرية ويجبروهم على الفرار بعد ان عاثوا خرابا فيه. واشار دغلس، الى إن الاهالي اكتشفوا في ساعات الصباح ان قطعان المستوطنين اقتلعوا ودمروا نحو مائتين من غراس الزيتون، وقطعوا أخرى، في محيط القرية. وعاود المستوطنون صباح الثلاثاء، مهاجمة القرية واقتلعوا مزيدا من الأشجار، قبل ان يهب الاهالي ويتصدوا لهم فيما تدخل جيش الاحتلال لمساندة المستوطنين واعتدى على الاهالي بالرصاص الحي وقنابل الغاز والصوت. وفي محافظة الخليل، اضرمت مجموعة من المستوطنين أمس النار في سيارة وتراكتور زراعي تعود ملكيتهما للمواطن سهيل محمد بريغيث وخطوا شعارات عنصرية تتوعد العرب بالموت و"دفع الثمن" على الجدران في منطقة تغرة الشبك ببلدة بيت امر، وفقا لماذ ذكره الناطق الإعلامي باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان محمد عوض.. وفي السياق ذاته، اقتحم عشرات المستوطنين أمس منطقة "برك سليمان" في قرية الخضر جنوب بيت لحم، حيث اقاموا شعائر وطقوساً تلمودية في المكان.