قال مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر: إن أمن واستقرار أي دولة مرهون بمدى حكمة وقوة قيادتها، وهذا ما ننعم به في المملكة التي تمسك بزمامها قيادة رشيدة تبني للمستقبل بمعطيات الحاضر، وتؤمن بمسؤوليتها نحو المواطن الذي جعلته مدار اهتماماتها في مشروعاتها وخدماتها، لتؤسس أفراداً يترجمون عطاء بلدهم بالمشاركة في نهضته. وما هذه الميزانية الكبيرة التي أُعلن عنها لهذا العام إلا تجسيد لحكمة القيادة في إدارة خيرات البلاد وتوجيهها نحو قنوات مدروسة تحقق النفع للوطن وأهله. وعن دلالات هذه الميزانية الجديدة قال العمر: هذه الميزانية التاريخية التي تعد الأضخم في تاريخ المملكة تؤكد قوة الأداء الاقتصادي للمملكة في ظل انخفاض عدد من اقتصادات العالم ومعاناتها من أزمات مالية، وهذا يؤكد قوة موقف المملكة المالي على المستوى الدولي، وقدرتها على تجاوز الأزمات بحسن إدارة الدخل وتوزيعه، الأمر الذي جعلها خياراً آمناً للمستثمرين العالميين، بدليل احتلالها مركزاً متقدماً على سلم جودة المناخ الاستثماري، يأتي هذا الثبات الاقتصادي في مرحلة شهدت فيها بلادنا في العام المنصرم 1433ه مستويات إنفاق عالية بلغت تكاليفها مئات المليارات تهدف إلى رفاه المواطنين، علماً بأن اهتمام حكومة المملكة -يرعاها الله- بالمواطن هو مبدأ ثابت لديها، وبقراءة مسارات الإنفاق المقررة في الميزانية الجديدة نجدها تتركز على الارتقاء بمستوى معيشة المواطن وتحسين الخدمات المقدمة له، إذ توجهت في أغلبها نحو دفع حركة النمو الاقتصادي ودعم المشروعات التنموية المختلفة. وفيما يتعلق بالميزانية المخصصة لجامعة الملك سعود قال الدكتور العمر: خُصص للجامعة مبلغ (000ر006ر424ر9)ريال، وهذه أكبر ميزانية تتلقاها الجامعة منذ تأسيسها قبل (57) عاماً، كما أنها أكبر ميزانية مخصصة لجامعة سعودية. مبينا أن الجامعة بفضل الله لديها مشروعات قائمة وخطط استراتيجية طموحة ستستعين على إنجاحها بما خُصِّص لها من ميزانية الدولة حتى تتحقق الأهداف بالمستوى الذي يرضي قيادتنا ويحظى باستحسانهم يحفظهم الله. ولا شك أن لهذا المبلغ الكبير دلالات تدرك الجامعة أبعادها، إذ هو يعكس وعي القيادة الرشيدة -يحفظها الله- بمحورية صناعة المعرفة وأهمية دعم مؤسساتها بعد أن كانت الصناعة البحتة صاحبة السيادة في حسابات الدول وميزانياتها، أما اليوم فقد تحولت اقتصاديات العالم اليوم من الإنتاج الصناعي إلى الإنتاج المعرفي، فصار الاستثمار في العقول هو الاستثمار الأجدر في معايير هذا الزمن.