يقبع الرئيس السوري بشار الاسد في قصره فوق قمة جبل، فيما تدور رحى الحرب هناك على المنحدرات الصخرية عند السفح. وقد التقى مبعوث الاممالمتحدة الخاص بسورية الاخضر الابراهيمي الرئيس الاسد في قصره في إطار مساعي عاجلة لتسوية الصراع المستمر في البلاد منذ قرابة عامين. وذكرت "صحيفة نيويورك تايمز" أن الكيفية التي سيرد بها الاسد على مناشدات الابراهيمي تتوقف على تركيبته النفسية التي تشكلت نتيجة إحساس قوي بالمهمة التي ورثها عن أبيه، وسلفه ذي القبضة الحديدية حافظ الاسد. ومن قمة الجبل الكائن فوقها قصره يمكن للاسد أن يمعن النظر في عدة احتمالات للمستقبل. فعلى الجانب الشرقي من القصر يقع المطار ونقطة الانطلاق المحتملة للهروب، وهو طريق يقول البعض إن والدة الاسد وزوجته ربما سلكتاه بالفعل. لكن هذا الطريق موصد، أمام الاسد الان ليس فقط من قبل المعارضين، لكن بسبب اعتقاد الاسد ومستشاريه - حسبما يقول أنصار الرئيس السوري - أن الهرب سيكون بمثابة خيانة للبلاد ولميراث أبيه، على حد سواء. وأضافت الصحيفة أن الابراهيمي لم يفصح عما دار خلال اجتماعه مع الاسد لكنه كان حذر في الاسابيع الاخيرة من أنه دون التوصل إلى حل سياسي، تواجه سورية خطر الانهيار كدولة واندلاع حرب أهلية طويلة قد تفاقم من الدمار الذي تسبب فيه الصراع بالفعل، حيث أودى بحياة 40 ألف شخص. ونقلت "نيويورك تايمز" عن دبلوماسي في دمشق إن الاسد رغم النفي الرسمي "يدرك تماما" أنه لابد أن يرحل وأنه "يبحث الان عن مخرج" وإن كان الجدول الزمني لذلك غير واضح. ويقول جوزيف أبو الفضل وهو محلل سياسي لبناني، ومن مؤيدي الاسد إن الرئيس السوري يعتقد أنه "يدافع عن بلاده وشعبه ونظامه" ضد التطرف الاسلامي والتدخل الغربي. لكن حتى إذا أراد الاسد الفرار، ليس من الواضح بحسب مايذكره محللون روس، ما إذا كان كبار الجنرالات في البلاد سيسمحون له بالخروج حيا طالما أنهم يعتقدون أن عائلاتهم العلوية غير المتكافئة ستتعرض لعمليات قتل انتقامية في حال التخلي عن السلاح، ولذلك هم في حاجة له من أجل حشد القوات والحفاظ على تماسكها. على صعيد آخر كشفت صحيفة "الغارديان" أن المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي موجود في الولاياتالمتحدة ويتعاون مع مسؤولي الاستخبارات الاميركية الذين ساعدوه في الفرار إلى واشنطن. وقالت الصحيفة في موقعها على الإنترنت الثلاثاء إن مقدسي أصبح واحداً من أبرز المنشقين عن النظام السوري في أواخر نوفمبر، حين غادر دمشق إلى العاصمة اللبنانية بيروت. وأكدت أن مقدسي توجه إلى الولاياتالمتحدة لطلب اللجوء السياسي حيث استخلص منه مسؤولو أجهزة الاستخبارات الاميركية معلومات على مدى شهر تقريباً ساعدتهم على بناء صورة لعملية صنع القرار في الدائرة الداخلية للنظام السوري. واضافت الصحيفة أن وزارة الخارجية الأميركية لم تستجب لطلباتها تأكيد وجود مقدسي بالولاياتالمتحدة، فيما رفضت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي إي إيه) مناقشة القضية.